خلط الأمراض النفسية من الأمور الشائعة فى مجتمعاتنا العربية، وربما يرجع ذلك إلى تشابه الأعراض أو بسبب اختلاف درجة الإصابة، ويقول الدكتور أحمد هارون، استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان، إن الحد الفاصل بين الوساوس Obsessions والضلالات Delusions يكون غير واضح فى بعض الأحيان، فالوساوس هى مجموع من الأفكار التى تلح على المريض، ولها أنواع وتصنيفات مختلفة، أما الضلالات فهى "اعتقادات" زائفة يعتنقها الفرد بقوة على الرغم من تناقضها مع الواقع الاجتماعى أو وجود ما ينفيها فيه.
ويضيف "هارون" أهم ما تتسم به الضلالات أن الآخرين لا يشاركون الفرد فيها، بل إنها فكرة خاطئة فردية أو سوء تأويل يخص الفرد وحده، وفضلاً عن ذلك فإن الضلالات اضطراب فى التفكير يتدخل فى سلامة الأداء الوظيفى.
كما يوضح "هارون" أن الوساوس هى أفكار أو صور ذهنية سخيفة ولا معقولة يدرك الفرد عدم معقوليتها وسخفها ومع ذلك تظل تعاوده رغم علمه بغرابتها عنه، أما الضلالات فيؤمن الفرد بصحتها تماماً ويتمسك بها بشدة رغم وجود ما يناقضها أو ينفى وجودها فى الواقع.
إضافة إلى ذلك فإن الوساوس والقهرية هى اضطراب يرجع إلى قاعدة من القلق، لذا يصنف كاضطراب انفعالى من الاضطرابات التى يكون القلق فيها قاعدة رئيسية مثل القلق العام والذعر والفوبيا بأنواعها.. إلخ، أما الضلالات فهى عرض رئيسى فى الاضطرابات العقلية وخلل فى التفكير والإدراك وتصنف تحت أعراض الاضطرابات الذهانية.
وتابع "هارون"، إن الوساوس (مثل اعتقاد الفرد بأنه يلوث الناس الآخرين)، يمكن أن تصبح -كالضلالات سواء بسواء- اعتقاداً لا يتزعزع لدى الفرد، إلا أن الأفراد الراشدين المصابين باضطراب الوسواس القهرى قد يشكون -فى وقت معين- فى أن وساوسهم أو الأفعال القهرية التى يقومون بها غير معقولة أو مفرطة زائدة ومبالغ فيها، أنهم سوف يسلمون فى النهاية ويذعنون بأن هذه الجوانب التى تشغلهم لا أساس لها من الصحة، أو أنها مفرطة ومبالغ فيها، أما الضلالات الحقيقية فيه لا تهتز من وجهة نظر صاحبها. ومن أمثلة الضلالات اعتقاد الشخص بأن المخابرات تتابعه، أو أنهم يتجسسون على هاتفه.
أما الضلالة بأن شخصاً ما قد وقع فى حُبك على الرغم من الدليل المقنع على عكس ذلك فيسمى "هوس الغرام" Erotomania، وهذا يختلف عن اضطراب الوسواس القهرى، كما يُعالج بطريقة مختلفة عنه.
اليوم السابع يستقبل أسئلتكم واستشاراتكم الطبية على البريد الإليكترونى health@youm7.com
الدكتور أحمد هارون استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان
كتبت منى محمد
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة