لماذا مرت الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو فى صمت دون احتفالات جماهيرية؟ لماذا لم يحتفل بالذكرى للأسف سوى الإرهابيين؟ هل كما يقال عادت الدولة الأمنية؟ ويدلل البعض على ذلك بأن الرئيس السيسى قد طلب من الشرطة حسن معاملة الناس، (جاء ذلك بعد اعتداء الشرطة على وقفة احتجاجية نظمها طلاب الثانوية العامة احتجاجا على الغش المنظم)، أم أن هناك اتفاقا إعلاميا أمنيا بعدم الحشد! ويدلل البعض على ذلك بعدم تبنى الأحزاب للحشد للاحتفال بالذكرى حتى حزب المصريين الأحرار الذى كان قد دعا للاحتفال أمام الاتحادية.. تراجع، هل يبرهن ذلك على ما يروجه البعض من عودة "الدولة الأمنية" بكامل منظومتها الإعلامية (الإعلام الأمنى) والسياسية (الأحزاب المرتبطة بالأمن) أم أن الأحزاب كلها مشغولة بالإعداد للانتخابات البرلمانية، أو بالذهاب إلى برامج "التوك شو" بالفضائيات. وهل يمكننا المقارنة بين خروج الشباب الثورى فى الذكرى الأولى والثانية لثورة 25 يناير وعدم الخروج الاحتفالى بالذكرى الأولى لثورة 30 يونيو؟ للأسف رسالة الإرهابيين وصلت، والخطر يقترب والأحزاب ومالكيها لا يهمهم سوى التقدم نحو السلطتين التشريعية والتنفيذية للاستيلاء عليهما واقتسام السلطة بين النظام القديم (المباركى) والجديد (السيساوى)!!
موت السياسة :
إن كانت أحزاب ما قبل 25 يناير الحق فى الدفاع عن نفسها بأن نظام مبارك قد أضعفها بمنهجية منظمة ولم تكن تستطيع أن تنزل إلى الشارع وتلتقى بالجماهير، فماذا تقول أحزاب ما بعد 25 يناير وأغلب مؤسسيها كانوا فى الشارع شاركوا فى ثورة 25 يناير، ماذا حدث؟
هل "فيروس" السلطة أصاب تلك الأحزاب منذ استقطاب المجلس العسكرى السابق للعديد من قياداتها؟ أم أن بعض رجال الأعمال الذين دخلوا مجال السياسة قد أفسدوا بنية هذه الأحزاب بتمويلاتهم السخية؟ أم أن التمويلات الخارجية التى تتدفق دون رقيب قد أجهزت على معنى التطوع كما أفسدت المنظمات الحقوقية من قبل؟ على سبيل المثال معظم الأحزاب الحديثة (المصرى الديمقراطى، المصريين الأحرار، المؤتمر، الحركة الوطنية، ما يسمى بتيار الاستقلال وجبهة مصر بلدى إلخ) لم يصدر أى من هؤلاء البرنامج الانتخابى للجماهير ليشرح لهم الأسباب السياسية لخوض المعركة الانتخابية، بل ذهبوا لجلب المرشحين بغض النظر عن موقفهم السياسى، وكأنهم أندية رياضية تشترى لاعبين، أعرف أحد النواب الأقباط فى برلمان 2012 عرض نفسه على (الوفد والمصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار والمؤتمر والحركة الوطنية) لوضعه على قوائم تلك الأحزاب!! مما يدل على أن الأمر لا علاقة له بالسياسة، ولما لا؟ طالما ليس هناك برامج أو رؤى سياسية!!.
بورصة البرلمان:
وبأستثناء الأحزاب الفقيرة مثل (المصرى الديمقراطى، التجمع، التحالف الاشتراكى ، والمؤتمر) هناك سوق للمرشحين يبدأ بمليون جنيه، للمرشح "فرز ثالث".. ومن يتابع نشاط "بيزنس السياسة" لن يجد صعوبة فى سؤال أى مرشح محتمل.. عن عروض الأسعار التى تلقاها من قبل سماسرة أحزاب رجال الأعمال، مثلا.. حزب المصريين الأحرار معظم من عرض عليهم الترشح على قوائمه ليسوا أعضاء فى الحزب، أما حزب المؤتمر فقد بريقة بعد ابتعاد عمرو موسى وما يتردد عن الخلافات بين أجنحة الحزب، ويبدو أن عمرو موسى يريد أن يكون مستقلا استعدادا لدور مرتقب فى المرحلة القادمة، وليس أمام المؤتمر إلا أن ينظم لإحدى جبهتين: إما جبهة "مصر بلدى" أو الوفد المصرى، وفى الأغلب سينضم للوفد ويعتبر المؤتمر من الأحزاب المعتدلة التمويل.. (ولكن السؤال الذى أود طرحه على عمرو موسى: بعد كل مواقفك الوطنية المحترمة ماذا تريد؟ لا يوجد منصب أعلى مما قدمت من قبل؟!!).
تبقى حزمة أحزاب النظام المباركى (الحركة الوطنية وأخوتها) والذين يختبئون فى (حصان طروادة، جبهة مصر بلدى وتيار الاستقلال وغيرهم) مع احترامى لتلك المكونات، وأعضائها، هناك أموال متدفقة فى المشهد الانتخابى منسوبة لأفراد من هذا التيار يمكن معرفتها من أى جهاز رقابى بالعين المجردة، ماذا كان يملك بعضهم فى 2011 وماذا يملكون ويديرون الآن؟ وكيف تم استخدام هؤلاء التابعين إدارة أموال هذا التيار فى خلق ترسانة إعلامية وفضائيات ومقدمى برامج فرضوا على الرأى العام ما يريدون عبر إدارة أعظم خطط حرب نفسية ضد خصومهم السياسيين الذين ظهروا بعد 25 يناير، الأمر الذى نجح فى تشويه ثورة 25 يناير( وتسميتها وكسة ونكسة) وأدى إلى ضرب إسفين بين الشباب و30 يونيو، مما مهد الأرض لإعادة الاعتبار للأقلية المالية الفاسدة التابعة للجنة السياسات المرتبطة بجمال مبارك.. بل وتحويل الرأى العام إلى شق صفوف الجماعة الوطنية.. وإضافة قوى علمانية وشبابية بل وبعض الشباب القبطى إلى "مقاطعة " الاستحقاقات السياسية لخارطة المستقبل.
التاريخ يعيد نفسه:
فى 25 يناير أسقط الشباب الثورى رأس النظام المباركى.. ولأنهم لم يكونوا مؤهلين لأى عمل قيادى ، قفز إلى السلطة السياسية "الأقلية الإخوانية" ، والآن قام الشعب المصرى بإسقاط الأقلية الإخوانية بمساندة القوات المسلحة، ووافق الشعب على دستور 2013 ، وحينما أراد أن يختار رئيسه السيسى، برز على السطح رغبة أنصار النظام القديم (المباركى) فى إظهار عضلاته للرئيس المنتخب عبر محاولات تقليص عدد الناخبين، ولكن بعد انكشاف هذة الخطة يحاولون الآن الزحف على السلطتين التنفيذية والتشريعية عبر الاستحقاق الأخير فى خارطة المستقبل الاستحقاق البرلمانى والاستفراد بالرئيس بعيدا عن جماهيره.. هل يستطيعون أن يحققوا خطتهم؟ ذلك ما سوف تجيب جماهير 30 يونيو فى الأيام القادمة.
ما العمل؟
الرئيس السيسى يمتلك ظهيرا شعبيا واجتماعيا ولا يمتلك ظهيرا سياسيا منظما، وأحزاب رجال الأعمال لا تقدم شيئا لله والوطن.. وتنتظر المقابل والدستور يقف عائقا أمام انضمام الرئيس لحزب سياسى، وهو لا يريد ذلك، والأحزاب الإسلامية (النور والوطن والبناء والتنمية والحرية والعدالة) تشكل جبهة أخرى للوصول على الأقل لـ(الثلث المعطل) هل نطلب من الرئيس السيسى أن يعقد مائدة مستديرة للتوفيق بين حلف 30 يونيو وإعادة التوافق بينهم حتى لا تستأثر القوى المالية أو الإسلامية بالبرلمان على حساب الكتل الجماهيرية التى دفعت الدماء من أجل نجاح الثورة ولم تحصل على شىء، هل يتدخل الرئيس قبل فوات الأوان ؟ اللهم إنى قد بلغت اللهم فأشهد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاجابه - لان النوايا تفرقت واصبح لكل منها طريق مناهض للطرق الاخرى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني حسن
مقال خراب
عدد الردود 0
بواسطة:
مهاجر
العمل العمل العمل حرام عليكم بقى تضييع الوقت ده