لماذا لم تعد لدينا فوازير رغم كل التقدم ورغم كل المحاولات لإعادة الفوازير التى أبهرت الجميع.. سؤال إجابته ببساطة.. لأننا لم يعد لدينا المخرج العظيم "فهمى عبد الحميد".
لتنتج فوازير كنت تحتاج لمزيج من العبقرية والحلم والقدرة على تنفيذ ما لم يضرب حتى حدود الخيال فى ذلك الوقت.. وهذا تحديدا ما فعله "عبد الحميد".. بهدوء طرق أبواب المستقبل فخرجت لنا الفوازير.. تنقلت عدساته برشاقة من ثلاثى أضواء المسرح، إلى "نيللى".. ثم فطوطة.. ومنهم إلى ألف ليلة وليلة.. قبل أن يغزل ملامح شريهان داخل مصنعة الخاص ويقدم لنا سلسلة من أعظم الفوازير.. ببساطة كل فوازير يمكن أن تتذكرها حتى الآن أو تستمتع بها هى من إخراج شخص واحد فقط يدعى "فهمى عبد الحميد".
كان عبد الحميد ينقب عن النجوم كما المنقبين على المجوهرات بعيون لا تخطئ، فأعاد اكتشاف نيللى.. وسمير غانم.. وقدم شريهان ويحيى الفخرانى.. وهالة فؤاد.. وحتى ليلى علوى ومدحت صالح وشيرين رضا كان دخولهم مصنع فهمى عبد الحميد بداية نقلة جديدة فى حياتهم.
فى حى العباسية ولد مخترع الفوازير عام 1939 وبعد أربع سنوات فقط من ميلاده رحل والده ليستكمل حياته يتيما إلا من والدته وإبداعه الذى رسم عالم خيالى لم تعرف الطريق إليه سوى كاميرات عبد الحميد..
أن تعيش لتصنع عالم العجائب الذى يرسمه خيالك بين بلاتوهات ماسبيرو العتيقة وتفتحه ليشاهده الملايين مرة كل عام هى مغامرة حياة تستحق التأمل.. ولكن أن تعيش فى هذا العام لدرجة أن تغادر عالمنا من داخله فهذا ما لن نجد له إجابة مثل كل أسرار صانع البهجة.. النهاية كانت ذات ليلة فى يناير 1990، أثناء تصوير أحدى حلقات ألف ليله وليلة وكانت من بطولة مدحت صالح ورغدة.. ودون مبررات أو مقدمات لقى توفى عبد الحميد متأثرا بأذمة قلبية.. ليرحل صانع عالم العجائب من قلب عالمة.. ويتركنا بعد أن أخذ مفاتيحه وأسراره معه إلى الأبد.. فمنذ هذه الليلة لم تنجح أى محاولة لفوازير مرة أخرى مثلما فعلها فهمى عبد الحميد.
فهمى عبد الحميد.. صاحب مفاتيح مندل فوازير رمضان فى الزمن الجميل
الأحد، 06 يوليو 2014 12:02 م
فوازير رمضان - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة