قال حزب التجمع، إن المصريين توقعوا خيراً برفض الرئيس التوقيع على الموازنة العامة الجديدة وإعادتها لمجلس الوزراء، خاصة وأنه قد أصدر عدة قرارات بقوانين كانت محل ترحيب من الطبقات الشعبية والوسطى، أبرزها تحديد الحد الأقصى لإجمالى الأجور وفرض ضريبة على أرباح المضاربة فى البورصة واللجوء إلى مبدأ الضرائب التصاعدية .
وأضاف الحزب فى بيان له اليوم الأحد، أن الحكومة وبعد إعادة كتابة الموازنة العامة وتوقيع الرئيس عليها كشفت عن توجهها المنحاز ضد القوى الشعبية التى شكلت العمود الفقرى لحلف 30 يونيو، وأسقطت سلطة الإخوان الاستبدادية، ولازالت تشكل العمق الشعبى الآمن لجيشها وشرطتها فى مواجهة الإرهاب المدعوم إقليمياً ودولياً، ولم تلمس من ثمار الثورتين سوى مزيد من الغلاء وتدهور فى الخدمات، مع تزايد خطر المزيد من تدهور أوضاعها المعيشية بالحديث الممل عن ضرورة إلغاء الدعم .
ورفص التجمع زيادة الأسعار بالنسبة للفقراء خاصة على السولار والغاز والبنزين والكهرباء ومكونات الحصة التموينية للأسرة، وحذر حكومة المهندس إبراهيم محلب مما وصفه بخبراء الرأسمالية المتوحشة ومفكرى الخصخصة الذين لا يرون طريقاً لإدارة الاقتصاد سوى تحميل الطبقات الشعبية والفئات الوسطى أعباء سد عجز الموازنة العامة، مؤكدا أن هؤلاء خطر على استمرار الثورة وتماسك حلف 30 يونيو التاريخى فى مواجهة الإرهاب والفقر والبطالة، كما لا يجب أن نترك لهؤلاء قيادة اقتصادنا بطريقة وأدوات تؤدى لتقوية الاتجاهات الإرهابية والاستبدادية، وتقدمها لملء الفراغ الناتج عن شق وحدة الصف بفعل مثل هذه القرارات التى تنتقص من مصداقية الحكومة فى دفاعها عن أهداف الثورة .
وتابع البيان:على الحكومة أن تعلم أنه لم يعد لشعبنا من قوة تحركه حفاظاً على دولته وسلامة وحدته إلا الوقوف ضد الإرهاب والإصرار على هزيمته، متمسكاً فى ذلك بالأمل والثقة فى قدرته على تحقيق أهداف ثورته وعلى الحكومة أن تبحث وبكل جدية عن مخرج لمأزقها أمام شعبها بأدائها الذى لم ينتج إلا شبح ما قبل 25 يناير و30 يونيو بكل فظاعته وظلمه وعجزه، ولن ينقذها من الغضب الشعبى شهادات خبرائها وأصدقائهم فى البنك والصندوق الدوليين بتحسن المؤشرات الاقتصادية وصعود فى البورصة دونما اعتبار لقيم العدالة وتوزيع الأعباء بعدالة بين كبار الرأسماليين والفقراء .
وأكد البيان أن الدولة عليها أن تستمع لصرخة الشعب وقواه المنتجة وشبابه الذى شكل الكتيبة المتقدمة فى ثورتنا، مؤكدا انها صرخة فى وجوهنا جميعاً كاشفة عجزنا عن فهم المطلب الثورى للكرامة والعدالة الاجتماعية، ولن يفلح أى نقاش عقيم حول المتسبب فى عودة قوى الاستبداد المتحالف مع الفساد لتطل برأسها ويشتد عودها خلال الاستحقاق الأخير لخريطة المستقبل لنفاجأ جميعاً ببرلمان يتشكل من هذا الحلف غير المقدس، وعندها سوف ندفع جميعاً ثمناً باهظاً لمنهج يمهد لانقلاب أبناء حلف 30 يونيو على حكومة وسلطة فشلت فى إدارة شئون الوطن الاقتصادية والاجتماعية، وأفسدت على الرئيس المنتخب طموحه المنحاز للفقراء و الذى عبر عنه فى خطاب توليه السلطة والذى تعهد فيه بالعمل على تحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو .