"البالونات والمراجيح والبلالين" أبرز الطقوس للاحتفال بالعيد

الإثنين، 28 يوليو 2014 07:20 ص
"البالونات والمراجيح والبلالين" أبرز الطقوس للاحتفال بالعيد صلاة العيد - أرشيفية
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لو ما صليتش العيد يبقى مش هتحس بطعمه" قاعدة غير مكتوبة ولكن يؤمن بها المصريون جميعًا تقريبًا، وهى حقيقية إلى درجة كبيرة، فهى الطقس الأكثر خصوصية وتعبيرًا عن العيد وفيه يكمن المعنى الحقيقى له، حيث يجمع بين الروحانيات الرمضانية وبين اللمة والفرحة التى تختصر معانى العيد.

وكذلك الأطفال الذين يستعدون بلبس العيد من الليلة السابقة له، تبدأ الشوارع أيضًا فى الاستعداد بارتداء "زينة العيد" فنرى الساحات والميادين الواسعة أمام المساجد أو فى أى مكان واسع بالمنطقة تحول إلى ما يشبه العرس، ارتسمت حدوده بأعمدة خشبية مكسوة بقماش الخيامية، وافترشت أرضه سجايد الصلاة، وتدلت من أعلاها البالونات الملونة والقريبة فى الشكل من زينة رمضان، والتى يبدأ منظمو الصلاة إعدادها من ليلة العيد استعدادًا للصلاة التى تتردد أصداء تكبيراتها لتغسل قلوب الجميع وتغمرها بفرحة العيد، وتكون بمثابة النواقيس التى تدق معلنة قدوم العيد.

"لبس جديد، سجادة صلاة أو أكثر وجرائد قديمة، وابتسامة من القلب" التجهيزات الأساسية التى يصطحبها المصلون معهم إلى صلاة العيد، الأطفال يحرصون على ارتداء ملابس العيد ليتباهون بها ويفرحون، أما الكبار فيحرصون على أن تكون ملابسهم جميلة ونظيفة، ويؤجلون ارتداء الخاصة بالعيد إلى وقت "الخروجة" أو الفسحة المسائية والزيارات العائلية، أما سجادة الصلاة والجرائد القديمة فهى استعدادات ضرورية فساحات الصلاة على اتساعها دائمًا ما تخلو من أماكن شاغرة للمصلين، الذين اعتادوا ذلك فأحضروا سجاجيد الصلاة الخاصة بهم لتمتد عشرات الصفوف بعد تلك الخاصة بالمسجد، وينخرط الجميع فى التكبير والصلاة حتى الأطفال الذين يعجزون عن إدراك شعائر الصلاة والتكبير والتهليل إلا أنهم يحرصون على تحريك شفاههم تمامًا مثلما يفعل الكبار.

وبعد صلاة العيد تبدأ الاحتفالات الصباحية بالعيد، أو "العيد بتاع الأطفال" كما يقولون، حيث تنتشر الأرجوحات المتنقلة وألعاب الملاهى البدائية والشعبية بالقرب من ساحات الصلوات، كما يحرص القائمين على تنظيم صلاة العيد على توزيع البالونات والحلوى على الأطفال والكبار على حدٍ سواء، فضلاً عن بعض المسابقات ذات الطابع الدينى فى المعلومات التاريخية أو الدينية، والتى تكون جوائزها رمزية ولكن أجوائها تكون مبهجة للغاية، وتثير حماسة الجميع خاصة الأطفال.

وبينما ينهمك الأطفال فى ألعاب لا تنتهى والتعارف واكتساب أصدقاء جدد قد تمتد علاقتهم بهم إلى آخر العمر، يندمج الكبار فى تبادل السلام والأحضان والقبلات والتهانى بالعيد، والسؤال عن الصحة والأحوال، فى أجواء حميمية تجمع حتى أولئك الذين فرقتهم ظروف الحياة والعمل وغربتهم فى أماكن أخرى، حيث يحرصون على العودة إلى مسقط رأسهم للالتقاء بالأهل والأحبة.

ولا تمثل صلاة العيد أجواءً روحانية فحسب، بل أصبحت تمثل للكثيرين فرصة للكسب التجارى، حيث يتوزع باعة البالونات وألعاب الأطفال والبطاطا أو الذرة المشوى حسب الموسم، على ساحات الصلاة، فضلاً عن الرسامين على وجوه الأطفال وبائعو الحلوى و"البمب" والألعاب النارية وغيرها من السلع المرتبطة بدرجة وثيقة بالأطفال، حيث تتحول ساحات الصلاة فى ثوان إلى سوق مؤقت لكل ما يخص العيد والأطفال.

وفى الوقت الحالى لم تختلف أجواء صلاة العيد كثيرًا إلا أن التطور التكنولوجى وضع بصمته عليها هى الأخرى، فأصبح الشباب يحرصون بدرجة كبيرة على التقاط الصور فى ساحات الصلاة، مع الأصدقاء ومع البالونات خاصة بعد أن اجتاح جنون "السيلفى" العالم كله، ليحتفظوا بها كذكرى سعيدة أو يتبادلونها عبر مواقع التواصل الاجتماعى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة