سنوات عصيبة عاشتها أم كلثوم، ابنة الحسين، والتى أخذت اسم اخته أم كلثوم بنت سيدنا على رضى الله عنهم، قبل أن يستقر بها المقام فى منطقة الإمام الشافعى، عاشت معركة "كربلاء"، وخرجت تنعى الحسين بدموعها وبكلمات مختنقة "وا محمداه، هذا الحسين بالعراء، قد سٌلِب العمامة والرداء"، قبل أن ترفع رأسها مخفية حزنها فى قلبها حين وقفت أمام "عبيد الله بن زياد" الذى بعث الرجال لقتل سيدنا الحسين، وأسرها مع آل بيت رسول الله ليفاجئها بكلمات: الحمد لله الذى قتل رجالكم، فكيف ترون ما فعل بكم؟ فتجيب بلهجة أبناء نسل رسول الله وبلسان فصيح لا يخاف غشم القتلة: يا بن زياد، لئن قرت عينك بقتل الحسين، فطالما قرت عين جده به، وكان يقبله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه، يا ابن زياد، أعد لجده جوابا، فإنه خصمك غدا".
وأم كلثوم "الصغيرة" جاءت لمصر مثل باقى آل بيت رسول الله محملة بالعلم، واستقبلها أهل المحروسة استقبال الملوك كباقى أهلها، وحفظوهم بعدما ضاقت بهم الدنيا، وضاقت بهم الأرض التى ولدوا بها، فكانت لها مكانتها حتى دفنت وبنى لها المقام المستقر الآن فى منطقة الإمام الشافعى وتزايدت بجانبه عشرات الأضرحة حتى كاد ينسى.
قفل مغلق يربط بابه الذى يبدو أنه لم يفتح منذ زمن، إلى الجوار يقف عم أحمد رضوان، واحد من أهل المنطقة، ومن خدم مقام الإمام الشافعى المجاور له، يقول: مفتاح المقام مع ست من أهل المنطقة القدام لكن مع الأسف ما بتجيش تفتحه كتير.
ويتابع: "الست أم كلثوم ليها بركتها، حاجة من ريحة النبى عليه الصلاة والسلام، وأهل المكان متعودين يجوا يتباركوا بيها كل جمعة بعد الصلاة حتى لو المقام مش مفتوح".
لافتة رخامية أعلى مقام أم كلثوم بنت الحسين
مقام أم كلثوم بنت الحسين
