طه حسين فى مختاراته.. عن إصلاح التعليم ومصر حين تثور و"الناصريزم"

السبت، 26 يوليو 2014 11:28 ص
طه حسين فى مختاراته.. عن إصلاح التعليم ومصر حين تثور و"الناصريزم" طه حسين
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسجل مختارات لعميد الأدب العربى طه حسين مواقفه من قضايا اجتماعية وفكرية وسياسية، ومنها موقفه من ثورة 1952 التى أنهت الحكم الملكى، ومن زعيمها جمال عبد الناصر الذى احتفى به عبر ترسيخ مصطلح "الناصريزم"، قائلا إن اسم عبد الناصر يدل "على علة مفسدة" لتفكير الغرب، وإن مصر حين تثور تتبعها دول عربية أخرى.

ويتزامن صدور المختارات مع احتفال مصر بثورة 23 يوليو 1952 التى أنهت حكم أسرة محمد على بمغادرة الملك فاروق للبلاد فى يوم (26 يوليو 1952). وفى البداية لم يطلق الضباط الأحرار على ما فعلوه كلمة "ثورة" وإنما "الحركة المباركة"، ولكن طه حسين أطلق عليها مصطلح "الثورة" فى مقال نشر بعد 13 يوما.

ففى الخامس من أغسطس 1952 نشر مقالا قال فيه إن مصر أصبحت تملأ الدنيا وتشغل الناس وإنه "فخور ومعجب بأن مصر قد ضربت للعالم الحديث مثلا رائعا بثورتها هذه التى جمعت بين الهدوء الذى يملؤه الوقار والجلال وبين العنف الحازم النقى الذى يحطم الظلم ويرسل ملكا إلى منفاه دون أن يسفك قطرة من دم".

ويسجل أن كثيرا من الصحف الفرنسية "لا تستطيع أن تخفى إشفاقها من الثورة المصرية.. لأنها تخشى أن تكون الثورة المصرية مثلا لثورات أخرى تحدث فى بلاد أخرى"، حيث بدأ الفرنسيون يواجهون صعوبات حين "نهضت تونس تقاوم" وكذلك المغرب انطلاقا من ارتباط شرطى "فإذا زال النفوذ البريطانى من مصر كان زواله إيذانا بزوال النفوذ الفرنسي" من شمال إفريقيا.

ويقول إن "هذه الثورة المباركة التى ردت إلى مصر كرامتها وشرفها فى وقار وأناة ونالت بذلك إعجاب العالم الخارجى قد ردت إلى المصريين ثقتهم بوطنهم " ومنحتهم التفاؤل بحياة أكثر كرامة.

والمقالات التى اختارها الشاعر حسن طلب يضمها كتاب عنوانه (طه حسين.. ثورة حية وحياة ثائرة.. خلاصة المقالات 1910-1964) ويقع فى 159 صفحة متوسطة القطع وصدر هدية مع مجلة (إبداع) الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وكان طه حسين (1889-1973) الذى تخرج فى جامعة الأزهر أول من حصل على درجة الدكتوراه فى الجامعة المصرية عام 1914 وسافر فى العام نفسه إلى فرنسا لدراسة العلوم الاجتماعية والفلسفية ونال الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1918 فى الفلسفة الاجتماعية لمؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن ابن خلدون. ثم تولى تدريس التاريخ والأدب بالجامعة المصرية فى 1919 وفى عام 1930 أصبح عميدا لكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن).

وتحت (ثورة حية وحياة ثائرة) كرر طه حسين أكثر من مرة أنه يريد "أن تكون ثورتنا حية وأن تكون حياتنا ثائرة".

واستعرض جوانب مما يراه حياة ثائرة ومنها "أن يدفع المصريون إلى نشاط قوى عنيف لا يستريحون منه إلا حين يضطرون إلى النوم ساعات فى كل يوم وأن يكون النشاط متنوعا.. يمس الموظف فى ديوانه والعالم فى مكتبه أو معمله والزارع فى حقله والعامل فى مصنعه.. أريد ألا يفرغ المصريون لأنفسهم وألا تفرغ لهم أنفسهم.. ولست أعرف شيئا أخطر على الثورة ولا أضر بها.. من فراغ الناس لأنفسهم".

وفى فصل عنوانه (الناصريزم) يرجع إلى أغسطس 1957 فى العام التالى للعدوان الثلاثى الفرنسى-البريطانى-الإسرائيلى على مصر يقول إن الغرب نحت مصطلح "ناصريزم" للاستهانة بما يحاول عبد الناصر تحقيقه فأى إنجاز "بغيض بالطبع إلى الغرب الأوروبى والأمريكى... ونفوس الغربيين وساستهم خاصة مصابة بداء فى هذه الأيام يأتيهم من رئيس الجمهورية المصرية.. ففى قلوبهم مرض هو بغض جمال عبد الناصر وفى عقولهم مرض هو اتهام جمال عبد الناصر" مضيفا أن عبد الناصر سبب ما يصيب فرنسا وبريطانيا من اضطراب وثورة فى مستعمراتهما البعيدة من البحرين إلى الجزائر.

ويرى أن اسم عبد الناصر أصبح "علة تنغص على ساسة الغرب حياتهم... علة مفسدة لتفكير الغرب وحكمه على كثير من الأشياء" إذ يتهمونه حين أيد الثورة الجزائرية بمحاولة تأسيس "الإمبراطورية المصرية" وليس مناصرة شعب فى نيل استقلاله وهو ما اعتبره طه حسين نوعا من "الهذيان" والسخف.

وفى فصل عنوانه (العقل المصرى) كتب عام 1930 يشدد طه حسين على إصلاح مناهج التعليم وبرامجه "ولكن الغريب أنها (الحكومة) تصلح فى الألفاظ والنظريات ولا تحاول أن تصلح جوهر التعليم ولا تفكر فى هذه الفروق العقلية العنيفة التى تقسم الأمة الواحدة إلى فرق متمايزة والتى يجب أن تزال وأن تقوم مقامها وحدة عقلية"، حيث ما زال التعليم المصرى إلى اليوم جزرا منعزلة بين تعليم دينى أزهرى ومدنى حكومى وخاص وأجنبى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة