ابتسم عمرو موسى وهو يستمع إلى إعلان الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، بأن الحزب سيرشحه لانتخابات مجلس النواب المقبلة، تمهيدا لترشحه لرئاسة المجلس، جاء الإعلان فى حفل إفطار «الوفد» بحى المرج بالقاهرة أول أمس، وزادت ابتسامة «موسى» حينما قيل صراحة إن «موسى» سيكون على رأس القائمة المطلقة للتحالف الانتخابى للوفد.
اللافت أن «البدوى» قال صراحة قبل أيام بأن رئيس مجلس النواب سيكون مفاجأة، مما أثار التكهنات حول من ستكون هذه الشخصية، خاصة أن مفاجأة البدوى لم تحمل تلميحا من بعيد أو قريب إلى شخص موسى، فما الذى حدث ليجعل «البدوى» متحمسا بهذا الشكل؟، وهل يعطى هذا الكلام إشارة إلى أن شكل مجلس النواب تم تصميمه والباقى كله تفاصيل؟
إعلان «البدوى» يعد امتدادا لمخطط «موسى» الذى لم يستطع هو إخفاءه عن أحد بالرغم من تصريحاته الدبلوماسية، فتحركاته منذ انتخابات الرئاسة كانت تشير كلها إلى أنه يسعى وبنشاط بالغ إلى أن يحظى بهذا المنصب، وكان الحديث المبكر عن تحالفه مع اللواء أحمد جمال الدين واللواء مراد موافى يصب فى هذا الاتجاه، وبإجهاض هذا التحالف الثلاثى، صعد حزب الوفد بتحالف يقوده، ولزوم التصعيد من «الوفد» قام عدد من قيادته بالهجوم على الحلف الثلاثى «عمرو وجمال وموافى»، وانتهى هذا المارثون إلى انتقال «موسى» للتحالف الذى كونه حزب الوفد.
فى الرهانات على المستقبل، يبدو واضحا أن «موسى» سلم زمام أمره إلى «الوفد»، ويتأكد طموح الوفد فى أنه يسعى لأن يكون الرقم الأول فى الانتخابات المقبلة، وأن يكون الحزب الذى يملك الأغلبية البرلمانية التى تؤهله لأن يرشح رئيس مجلس النواب، ويرشح رئيس الحكومة، لكن هل هناك ضمانة لأن يسير سيناريو «الوفد - موسى» إلى نهايته ويحقق ما يريد؟
هناك حقائق على الأرض قد تعطى نتائج معاكسة لما يطمح إليه «الوفد» و«موسى»، وتتمثل فى أن كتلة الحركة الوطنية بزعامة شفيق وحزب المؤتمر هما الآن الأقرب لبعضهما ومعهما جبهة «مصر بلدى»، والمعروف أن الجسم الرئيسى لهم يقوم على عضوية سابقة للحزب الوطنى، وبين صفوف الثلاثة خبرات انتخابية كبيرة، ومنهم نواب برلمانيون سابقون يعدون العدة الآن من أجل خوض الانتخابات المقبلة، وإذا كانت هناك رهانات على أن هؤلاء سيحققون نسبة كبيرة فى الانتخابات لأسباب متعددة أهمها أن المنافس الحقيقى لهم وهم جماعة الإخوان غير موجود، كما أن الأحزاب الأخرى تعانى من هشاشة وضعها الانتخابى حيث يغيب عن صفوفها الكوادر الانتخابية المؤثرة، ويجتمع كل ذلك على ترجيح أن يحقق هؤلاء فوزا كبيرا فى الانتخابات، وفى حال حصولهم على الأغلبية، سيكون بمقدورهم اختيار رئيس مجلس النواب المقبل، وليس من المستبعد فى هذه الحالة أن لا يوافق هذا التحالف على رئاسة «موسى»، ويرشح شخصا آخر من بين صفوفه.
فى كل الأحوال نحن أمام مشهد من الصعب الجزم بحقيقة من سيتربع عليه انتخابيا خاصة أن حديث التحالفات مستمر، وأظن أن هذه التحالفات ستشهد صعوبات بالغة قد تجهضها وذلك وقت الجلوس من أجل الاتفاق على توزيع المرشحين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حكاية شعب مغيب و مستحمر
أقدم قضية فساد في التاريخ لم تتقادم بعد
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
لن ننسي تحالف الوفد مع الاخوان ايام مرسي
مين ينسي