"إذا ما شئت أن تحيا وتسعد.. عليك بساحة البدوى أحمد.. عليك بساحة قد حل فيها.. أبو اللثامين ذو العلم المشيد" هكذا مدحه محبوه القدامى، تقربا إليه وحبا فى نسبه وعلمه ومكانته، يأتى إليه المحبون من كل بقاع الأرض داخل مصر وخارجها ليجلسوا ويقفوا أمامه، ممسكين بضريحه الفخم المشغول بالنحاس والمنقوش بكلمات الله ورسوله بالخط الكوفى العربى، ليشكوا إليه ما يعانون منه، وتهدأ أنفسهم بقربهم منه.
يقع المسجد فى أكبر ساحة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، وسميت باسمه، يأتى إليه الرجال والنساء طمعا فى كراماته التى اشتهر بها، ومن أكثرها انتشارا هو إنقاذ الأسرى المسلمين من يد الغزاة حتى بعد مماته.
يحكى الشيخ ربيع لاشين، أحد شيوخ مسجد سيدى أحمد البدوى عنه، ويقول "هو قلعة عملاقة ذات جذور فى التاريخ ومر المسجد بمراحل، فى البداية كان سيدى أحمد بن على بن إبراهيم حفيد الإمام الحسين بن على بن أبى طالب هو المعلم الذى أفاد مريدنه بعلمه الغزير، فكان يحفظهم كتاب الله وحديث رسول الله، بالإضافة إلى علم الفقه فى الدين وعلم الأخلاق، ويعتبر علم الأخلاق من أهم العلوم التى كان يهتم بها، وهى الآن الوصايا التى تركها لنا لنعلمها نحن لتلاميذه الحاليين، فبنى له تلاميذه "زاوية" يتلقون فيها العلم، وبعد وفاته عام 675 هجريا دفن فى نفس المكان، وأصبح هو ضريحه الحالى".
ومع كثرة عدد المريدين والمعلمين والمتعلمين أطلق عليه اسم "الأزهر الثانى" فى مصر، وضاق المكان من شدة الازدحام وجاء الخديوى عباس حلمى الثانى وقام بتوسعته على نفقة خزانة الدولة، وكل يوم كان يمر عليه يزداد عدد مريدنه، وكانت التوسعات لا تكفى عدد الطلاب، مما اضطرهم إلى بناء المعهد الدينى الأزهرى الأحمدى بجانب المسجد ليكون هو مكان العلم، تخرج منه عدد كبير من كبار العلماء والمشايخ مثل الشيخ الحصرى والشيخ الشعراوى وغيرهم من أشهر الشيوخ.
يحتوى المسجد على مقتنيات خاصة بسيدى أحمد البدوى، منها العمامة التى بها جانب لتغطية وجهه، وهى عمامة ثقيلة يصل وزنها إلى أكثر من 20 كيلو، وسبحة طولها 9 أمتار 1000 حبة، كل حبة عليها اسم من أسماء الله الحسنى، وكل حبة تختلف فى الشكل عن الأخرى، عباءة شتوى وزنها 20 كيلو من الصوف الأصلى من "وبر" الجمال، أخرى صيفى وزنها 10 كيلو، مشط الشعر، بالإضافة إلى شعرة من لحية النبى عليه الصلاة والسلام.
"إن شئت أن تسعد..عليك بساحة البدوى أحمد"..اغسل همومك بمقام شيخ العرب
الإثنين، 21 يوليو 2014 06:00 م