"سكت دهرا ثم نطق كذبا" ربما يكون هذا هو الوصف الأكثر دقة للرسالة التى أصدرها الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، من العاصمة القطرية الدوحة تحت عنوان "حول آلية اختيار القيادات" بعد صمت استمر نحو 3 أشهر.
الأمين العام، حاول خلال رسالته تبييض وجه القيادة الحالية للجماعة فى مواجهة محاولات الهجوم الذى تتعرض له من داخل الصف الإخوانى وخارجه بسبب الحال الذى آلت إليه أوضاع الجماعة لكن عددا من الوقائع التى رصدها اليوم السابع تكشف بشكل واضح المغالطات التى تضمنتها رسالة محمود حسين.
ديسمبر 2009: اتهم الدكتور إبراهيم الزعفرانى، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان آنذاك، مكتب الإرشاد بالتدخل لتوجيه الانتخابات الداخلية للمكتب لصالح قيادات معينة وتقدم بطعن هو الأول من نوعه فى تاريخ الجماعة ضد شرعية نتائج الانتخابات قبل الإعلان عنها بشكل رسمى، لكن الطعن الذى لم يتم الالتفات إليه كان سببا فى استبعاد الزعفرانى من عضوية مجلس شورى الإخوان بعدها بحوالى 6 أشهر وهو ما يتعارض مع قول حسين فى رسالته "ليس من أدبيات الإخوان تزكية أحد أو التحدث بتقديم أو استبعاد أحد".
يناير 2010: كشف محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام للجماعة آنذاك، أنه علم بالصدفة أن محمود عزت الأمين العام للجماعة وقتها استحدث مادة باللائحة الداخلية للجماعة وهى المادة 36 تنص على : "لا تسقط عضوية مكتب الإرشاد عند تعرُّض العضو للحبس والاعتقال السياسى لحين انتهاء هذه الظروف" ووفقا لتفسير محمد حبيب نفسه وكذلك ما ذهب إليه عدد من الخبراء فإن هذا النص تم استحداثه بهدف الإبقاء على خيرت الشاطر فى منصبه نظرا لأنه كان مسجونا وقتها وتتناقض هذه الواقعة بشكل واضح مع قول محمود حسين فى رسالته إن هناك "قسما للوائح لضبط كل اللوائح على كل المستويات وتحديثها".
فبراير 2011: كشفت المشادة التى وقعت بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من ناحية ومحمد بديع المرشد العام للجماعة من ناحية أخرى خلال اجتماع مجلس شورى الجماعة الذى عقد قبل تنحى مبارك بيوم واحد عن أن الجماعة شكلت وفدا سريا يضم كل من: محمد مرسى ومحمد سعد الكتاتنى للقاء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة آنذاك، بخلاف الاجتماع الذى ضم القوى السياسية وقتها، وقد تم هذا اللقاء رغم أهميته دون أخذ رأى مجلس شورى الجماعة وهو مايتعارض مع قول محمود حسين فى رسالته "لا يوجد قرار فردى وإنما كل القرارات تؤخذ فى مؤسسات الجماعة الشورية سواء المكاتب أو مجالس الشورى وبالأغلبية".
فبراير 2012: تم تعيين عصام الحداد عضوا بمكتب إرشاد جماعة الإخوان قبل أن يصبح مساعدا لرئيس الجمهورية المعزول رغم أنه لم تكن هناك حاجة لتعيينه حيث لم يكن هناك نقص فى إجمالى عدد أعضاء المكتب الذى نصت عليه اللائحة الداخلية كما لم يكن هناك نقص فى ممثلى القطاعات الجغرافية داخل المكتب وهو ما يتعارض مع قول محمود حسين: "وهناك نسبة لا يتم تجاوزها للتعيين ليتم تدارك بعض سلبيات الانتخابات والتى تغطى إما بعض التخصصات التى لا تتوفر بالانتخابات أو نتيجة لانتقال بعض الكفاءات ولا يتوفر فيها شروط الاختيار لأن من الشروط الإقامة لحد أدنى فى نطاق الموقع الجغرافى".
إبريل 2012: قرر مجلس شورى جماعة الإخوان التراجع عن قراره السابق بعدم الدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية بموافقة 56 عضوا فى مقابل رفض 52 عضوا وهى أغلبية لم تتجاوز الـ4 أعضاء فقط رغم أن قرار الجماعة بالمنافسة على قمة السلطة فى مصر يعد أهم قرار اتخذته الجماعة فى تاريخها وهو ما يتعارض مع قول محمود حسين فى رسالته "اعتبرت الجماعة وجود أغلبية واضحة لازم لتكوين القرار ولا يستثنى من ذلك إلا الأمور غير المهمة".
يونيو 2013: كشفت المحنة الكبرى التى تعرضت لها الجماعة فى 30 يونيو من العام الماضى عن غياب الرؤية تماما حيث لم تكن الجماعة تتوقع على الإطلاق أن حكم محمد مرسى سينتهى بالفعل بموجب المظاهرات التى دعت إليها حركة تمرد وانضمت إليها القوى السياسية وقطاع عريض من الشعب المصرى ويكفى الإشارة إلى أن المانشيت الرئيسى لجريدة الحرية والعدالة قبل نحو 72 ساعة من 30 يونيو حمل عنوان "الجيش يتحرك لحماية الشرعية" فضلا عن سيل من التصريحات أدلى بها قيادات الحزب قللوا فيها من جدوى المظاهرات وهو مايتعارض مع قول محمود حسين فى رسالته إن هناك "قسما خاصا للخطة يراعى وضع الخطط وفق أحدث المناهج العلمية ويقوم بالاستدراك على الخطط ووضع السيناريوهات المختلفة والترجيح بينها".
يناير 2014: انتهت ولاية المرشد الحالى الدكتور محمد بديع وجميع أعضاء مكتب الإرشاد الحالى ولم يتم إجراء انتخابات داخلية حتى الآن استنادا إلى نص المادة 36 من اللائحة الداخلية الذى يجيز للأعضاء المحبوسين والمعتقلين الاحتفاظ بعضوية مكتب الإرشاد لكنه لا يجيز أن تنتهى ولاية مكتب الإرشاد بالكامل دون أن تجرى انتخابات جديدة ويتعارض هذا مع قول حسين فى رسالته "لم يتوقف هذا الأمر- أى الانتخابات الداخلية- حتى فى أشد ظروف التضييق على الجماعة أو فى السجون فكانت عملية الانتخاب الداخلى تتم على كل أو معظم المستويات دائما".
موضوعات متعلقة:
مختار نوح: رسالة أمين الإخوان هدفها تجميل وجه الجماعة المستبد
ننشر أقوال نجل غزلان وابن شقيقة الشاطر بعد ضبطهما بالشيخ زايد.. أنكرا علاقتهما بالإخوان.. ويؤكدان للنيابة أن المبلغ المضبوط بحوزتهما لحجز أحد رحلات الحج.. وأنهما لم يشاركا فى اعتصامى رابعة أو النهضة
7 وقائع تكشف كذب رسالة "أمين الإخوان" حول "فقه الجماعة لاختيار القيادات".. تعديل اللائحة الداخلية دون علم نائب المرشد.. تعيين عصام الحداد عضوا بـ"الإرشاد" دون حاجة.. وغياب الخطة فى التعامل مع 30 يونيو
الإثنين، 21 يوليو 2014 09:20 م