الطقوس الرمضانية تتنافس على وقت المصريين بعد الإفطار

ما بين مسلسلات رمضان وبرامج المقالب وصلاة التراويح والخروجات، ينتقل المصريون من محطة إلى أخرى فى محاولة لقضاء الساعات القليلة التى تعقب الإفطار وتسبق السحور، وفقاً لخطة مقدسة وجدول زمنى اعتاده المصريين فى عدو ساعات تحمل عدداً لا بأس به من الطقوس المصرية التى تتنافس على الحصول على وقت المصريين، والتنافس على "ريموت كونترول" والذى يعتبر السبب الأهم والأكبر فى مشاجرات البيوت حول اختيارات أفراد الأسرة وأمزجتهم، وهى المشاكل التى رسمت للمصريين طقوساً خاصة على ساعات هى الأقل والأكثر حركة فى تاريخ البيوت المصرية.

• مسلسلات رمضان.. دوخة كل سنة..
شاشة واحدة تجتمع حولها العائلة ويكثر حولا الشجار بين عشرات المسلسلات والبرامج الرمضانية التى أصابت المواطن المصرى بالحيرة، من متابعتها وأصابت الأسرة المصرية بالمشاحنات المستمرة طوال ليالى رمضان، حول اختيار القناة المناسبة للطرف الأقوى داخل الأسرة، ولم يبقى الأمر سهلاً كما مضى، بقناة أو أثنين ومجموعة مسلسلات يتنقل بينها المشاهد فى رضا عن رمضان الذى استطاع حفظ برامجه بسهولة فى اليوم الأول، وتحول الأمر إلى ما يشبه المصارعة حول عشرات القنوات ومواعيد الإعادة لعشرات المسلسلات والبرامج، التى احتلت مركز المنافس الأول على وقت المصريين بعد الإفطار.

• اهرب من المسلسلات واقعد على القهوة..
الكافيهات والمقاهى والخيم الرمضانية والسحور فى الشوارع على طاولات الرصيف أمام عربات الفول الساهرة، جانب آخر مما يتنافس على أوقات المصريين بعد الإفطار، الذى يدخل ضمن طقوسه السهر وخارجاً حتى موعد آذان الفجر، سواء فى الخيم الرمضانية أو مقاهى الحسين حتى تناول وجبة السحور فى أحد فرشات الشوارع أو على ظهر إحدى السيارات، وقضاء أكبر وقت ممكن خارج المنزل.

• صلاة التروايح والمساجد.. من المغرب للفجر..
منذ انتهاء آذان المغرب وحتى رفع آذان الفجر تعلن المساجد فى رمضان حالة من التأهب لأكبر قدر من الساعات التى يقضيها رواد المساجد فى الصلاة والدعاء، وقراءة القرآن وقضاء أكبر وقت ممكن فى المساجد، وهى أحد الطقوس التى أضاف المصريون إلى طابعها الدينى طابعاً مصرياً جرى كباقى العادات الرمضانية مثل صلاة التروايح والنزول من المنزل بجلباب الصلاة، وتجمع السيدات حاملات الأطفال فى مصلى السيدات معظم أيام رمضان وخاصة العشرة الأواخر من الشهر الكريم،

• برامج المقالب ولا المسلسل.. خناقة رمضان 2014..
المقلب ولا المسلسل، سؤال وضعته زيادة حجم برامج المقالب فى رمضان هذا العام والجدل الذى دار حولها والقضايا التى رفعت من قبل بعض الذين تعرضوا للمقالب بشكل سخيف هى ما جعلت هذه البرامج- رغم اعتراض الكثيرين عليها – فى جدول الأعلى مشاهدة، وهو ما خلق حالة من التوتر بين أفراد الأسرة واختياراتهم ما بين المقلب والمسلسل والتى تصل أحيانا إلى حد المشاحنات.

الدكتورة "هالة حماد" أستاذ الطب النفسى واستشارى العلاقات الأسرية، علقت على المشاحنات الرمضانية التى تتنافس على أوقات المصريين بعد الإفطار، وخاصة فيما يخص اختيار البرامج والمسلسلات أو المباريات، ووصفتها بأنها انعكاس لمشاكل جوهرية داخل الأسرة المصرية التى يسيطر عليها غالباً ثقافة الرأى الواحد، والبقاء لحكم رب الأسرة، إلى جانب غياب ثقافة التفاهم وتقبل الآخر، وهى المشاكل الاجتماعية والأسرية التى تعكسها الخلافات الرمضانية البسيطة كما أوضحت.

وقالت: مشاكل رمضان التى اعتدنا رؤيتها قبل لحظات من الإفطار على أتفه الأسباب، أو بعد الإفطار، هى المشاكل التى تعكس فجوات حقيقية داخل الأسرة المصرية التى يمارس أفرادها، كما يسيطر على أسرنا غياب التفاوض والتفاهم، وهى ليست مشكلة أسرية فحسب بل مشكلة اجتماعية تبدأ من داخل الأسرة، وهى التى تظهر واضحة فى غياب فكرة التفاهم أو الوصول لحل وسط، بين أفراد الأسرة الواحدة.