أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن الصيام يزيد من نسبة البكتيريا الصديقة فى جسم الإنسان التى تتعايش معه تحميه وتدافع عنه ضد البكتريا الضارة، مشيرا إلى أن عددها يصل إلى 100 بليون فى الفرد البالغ، وأنه نظرا لأهميتها لصحة الإنسان فإن وجودها بالأعداد الكافية تطيل من عمره وتحافظ على صحته.
وقال الدكتور بدران - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، "إن دور البكتيريا الصديقة فى جسم الإنسان مهم إذ تعمل على إنتاج مواد غذائية مثل فيتامين (ب1 ، وب6)، وتخلص الجسم من السموم ، وتحميه من تخمر الطعام وتعفنه داخل الأمعاء، كما توفر الحماية للإنسان من العدوى وتنشط جهازه المناعى حتى فى حديثى الولادة، وتوفر الطعام اللازم لتغذية جدار الأمعاء الغليظة، وتعمل على إفراز مضادات حيوية داخلية طبيعية، وتقلل وتحمى من أمراض الحساسية وتقى من السرطان، وتحول الألياف الموجودة فى الأمعاء إلى حمض البيوتيريك، الذى يحافظ على سلامة خلايا القولون ويمنع تكاثر خلايا القولون المسرطنة ويدفعها للانتحار المبرمج".
وأضاف أن شرب اللبن يعد مصدرا مهما لهذه البكتيريا الصديقة، محذرا من غياب اللبن عن عالم الأطفال والمراهقين بعدما طغت المشروبات الصناعية والمياه الغازية على عاداتهم الغذائية، منوها بأن شهر رمضان يعد فرصة مثالية لاستعادة اللبن لعرشه المفقود فى قائمة الوجبات الغذائية، خاصة على ضوء ما تكشف عنه الدراسات العلمية الحديثة كل يوم عن جديد للفوائد الصحية للبن ومنتجاته.
ولفت لدكتور بدران أنه من الأهمية استغلال مدرسة الصيام لتعديل السلوك للأفضل وللتوعية بأهمية تناول الألبان ومشتقاتها كمكون رئيسى فى غذاء المصريين، موضحا أن التعود على شرب اللبن يحمى الإنسان من الإصابة بهشاشة العظام التى تصيب عالميا 200 مليون شخص، بالإضافة إلى توفير قدر من الحماية ضد كسر العظام الذى يصيب نصف النساء وخمس الرجال فى العقد السادس.
وأكد أن الوقاية من هشاشة العظام تبدأ فى الصغر بتناول الألبان ومنتجاتها والتعرض لأشعة الشمس، حيث يعتبر اللبن غذاء مهم لبناء العظام والعضلات والأسنان ونمو الأطفال وتقوية جهاز المناعة، كما يساعد خاصة اللبن الرايب على تحسين الهضم وتخفيف الحموضة والغازات بالمعدة والأمعاء وقتل البكتيريا الضارة بالأمعاء.
وأوصى الدكتور بدران بالإكثار من تناول اللبن الرايب والزبادى قبل فترة الصيام لأثرهما فى زيادة البكتيريا الصديقة فى جسم الإنسان، والتى تساعد على إعادة التوازن البيولوجى داخل جهازه الهضمى خاصة الأمعاء، مشددا على أنه يجب الحفاظ على نسبة وكمية البكتريا النافعة بقدر يصل إلى حوالى 400 نوع، وهو العدد الكفيل بالفوز فى المعركة مع حوالى 100 نوع من البكتريا الضارة والنجاح فى الحد من آثارها.
وأوضح أن المولود يولد وأمعاؤه خالية من أى بكتيريا ثم تبدأ البكتيريا الصديقة "النافعة" فى الاستيطان داخل جهازه الهضمى بعد التغذية بالفم، ويختلف هذا فى الطفل ذو الرضاعة الطبيعة عن الطفل ذو الرضاعة الصناعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة