هناك نظريتان لحل مشكلة «العشوائيات» على المستوى العالمى كله، وهى معروفة أحياناً باسم «مدن الصفيح» أو التجمعات السكانية غير المنظمة على أطراف المدن الكبرى، فهى تعبير عن شيوع الفقر وندرة الموارد والعجز عن إيجاد مساكن ملائمة لملايين الأسر فى الدول التى يعيش بعض سكانها تحت حزام الفقر، فالعشوائية فى البناء هى امتداد للعشوائية فى التفكير، فكلاهما تعبير عن غياب الرؤية، وافتقاد التخطيط السليم للمستقبل الأفضل، ولذلك فإن النظريتين اللتين سوف نقدمهما للقارئ لمواجهة قضية «العشوائيات»، إنما ترتكزان على ضرورة الاعتراف بالأمر الواقع، لأنه ليس من العدل أن نلوم الفقير على فقره، بل يجب أن نلوم جهاز الدولة الذى أدى به إلى ذلك، فالنظرية الأولى ترى القيام بعملية تبديل وإحلال بإخراج سكان «العشوائيات» منها ونقلهم إلى مناطق جديدة بمساكن عصرية بديلة وهذا حل مثالى يستطيعه الأغنياء من الدول، ولا تقدر عليه الدول الفقيرة ذات الإمكانات المحدودة.
وهنا يكون الحل الثانى وهو السعى نحو الاعتراف بالواقع والدخول إلى المناطق العشوائية بشكل إيجابى عن طريق تزويدها بالمرافق وتأهيلها حضارياً واجتماعياً، والاستغراق فى تنظيفها وتنظيمها بشكل يليق بحياة الآدميين وليس ذلك أمراً صعباً، فالدول تستطيع إذا توافرت لديها الإرادة وصدقت العزيمة، أن تغير من شكل الحياة وطبيعة المجتمع، ونحن نثمن هنا دور «القوات المسلحة» فى هذا الشأن، كما نحيى فناناً بحجم «محمد صبحى» على مبادرته فى هذا السياق، إن مواجهة «العشوائيات» هى واحدة من التحديات الكبرى التى تواجهها «مصر» والتى يسكن فيها الملايين داخل «أحواش القبور»، والبيوت العشوائية دون مرافق فضلاً عن تراكم القمامة، وغياب المواصفات الآدمية، وربما غياب الصرف الصحى أيضاً.. «إن العشوائيات قنبلة موقوتة لابد من نزع فتيلها».
د.مصطفى الفقى يكتب: العشوائيات تعبير عن ندرة الموارد وشيوع الفقر.. إعادة تأهيل هذه المناطق حضاريًا ضرورة ملحة.. والقضاء على الظاهرة واحد من عدة تحديات تواجه مصر فى الوقت الراهن
الأربعاء، 02 يوليو 2014 07:49 ص