40 عامًا من عمره قضاها زاهدًا متعبدًا فى خلوته بحى بولاق، نصبته سلطانًا على قلوب الناس حتى أنه بعد وفاته بعشرات القرون، نسى غالبية الناس اسمه الحقيقى "الحسين أبو على" ويذكرون فقط لقبه "السلطان أبو العلاء"، اللقب الذى ناله لفرط تعبده وصلاحه ومحبة الناس له، حتى أن مسجده وضريحه بمنطقة بولاق لا يزالا مقصدًا للعشرات من محبى آل البيت، ومن الفقراء كذلك الذين يجمعهم رمضان على مائدته الرحبة التى تسع من الفقراء ألف، بين من يأخذون طعامهم ويسرعون لمشاغلهم أو إلى بيوتهم ليقتسموه مع أطفالهم، وبين من يجلسون إلى مائدة الرحمن يأكلون مما أفاض به أهل الكرم إما صدقة على روح مرحوم أو صدقة "لوجه الله"، كما يقول عم "سليمان" البائع بالمنطقة.
ويرجع نسب "السلطان أبو العلا" إلى سيدنا على زين العابدين بن الإمام الحسين، ويضم الضريح إلى جوار جسده، رفات 5 من الصالحين هم الشيخ عيد، والشيخ أحمد الكعكى والشيخ مصطفى البولاقى والشيخ رمضان البولاقى والسيد على حكشة.
وفضلاً عن مكانة السلطان أبو العلا، يعد مسجده تحفة فنية بأعمدته الرخامية الـ23، وسقفه المطلى بماء الذهب المميز بزخارف إسلامية دقيقة بالغة الجمال، فضلاً عن الألوان التى لا تزال محتفظة برونقها إلى الآن، ويقال إن منبر المسجد صنع فى الهند، من الساج الهندى المطعم بالسن، ونقل إلى مصر عبر البحر من خلال ميناء السويس ويعد واحدًا من أفخر المنابر التى شيدت فى عهد المماليك، وكذلك قبته المبنية بالحجر على الطراز المملوكى.