بيدها الصغيرة أخذت "زينب" تمسح بمنديلها الأبيض السياج المعدنى المحيط بضريح حفيد النبى "سيدنا الحسين"، بعد أن جعلتها أمها تقفز من فوق السور الحاجز لتلتمس "البركة" من مقامه الطاهر.
بسرعة أخذت تقوم بالمهمة المقدسة التى أوكلتها إليها والدتها، فبعد أن تنتهى من مسح كل جنبات السياج التى تطولها يدها بالمنديل تناوله لأمها لتعطيها "منديل" آخر تكرر معه نفس المهمة لتمنحه البركة.. بينما أخذت والدتها تتمسح فى السور وتقبله وتضع المناديل "المبروكة" فى حقيبتها لتوزعها على أحبائها لينالوا بركة مقام سيدنا الحسين، أشهر مقامات آل البيت فى مصر، والذى يتوافد إليها الزائرون من كل المحافظات، خاصة فى شهر رمضان، يقرأون الفاتحة لابن ابن النبى عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، ثم يبتهلون إلى الله بالدعاء آملين أن يمنحهم الإمام بركته وشفاعته، وذلك لاعتقاد البعض بوجود رأس الحسين مدفونا بالمسجد الذى بنى فى عهد الفاطميين سنة 449 هـ تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، إذ تحكى الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمى على الرأس الشريف من الأذى الذى قد يلحق بها فى مكانها الأول فى مدينة عسقلان بفلسطين فأرسل يطلب فى حضورها إلى مصر، ودفنت فى المسجد الذى عرف باسم الإمام الحسين لهذا السبب.
وللمسجد تصميم مميز عن بقية أضرحة آل البيت التى لا يتجاوز حجم بعضها غرفة صغيرة، لكن تصميمه الفخم ليس هو ما يجذب إليه الزوار المتعطشين للبركة والأحباب المخلصين الذين يجودون بما استطاعوا إليه سبيلاً، أخذين على عاتقهم تقديم إفطار "على قد ما قسم" لزواره يوميًا فى رمضان؛ ليعبروا عن حبهم لسيدنا الحسين تاركين حالهم ومحتالهم، وأولادهم ليتباركوا بمجاورته وخدمة زواره طوال الشهر الكريم.
بالصور..فى مقام "سيدنا الحسين".. زوار متعطشون للبركة طوال الشهر الكريم
الأحد، 13 يوليو 2014 10:03 م
مقام "سيدنا الحسين"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة