ومن هنا جاءت فكرة إقامة فعاليات فنية أمام الوزارة بشكل يومى استمرت طوال فترت الاعتصام دون انقطاع، وعلى الرغم من مكبرات الصوت ووصلات الغناء والرقص والهتافات التى كانت تحدث يوميا، إلا أنها وجدت إقبالا كبيرا من قبل قاطنى حى الزمالك، ولكن لم تقتصر على أهالى الزمالك وحسب، إنما توافد إليها الناس من جميع أنحاء ومناطق القاهرة، بل أحيانا ما كان يأتى لها الجمهور من محفظات مصر المختلفة.
يسرد لنا المخرج الكبير ناصر عبد المنعم، أحد أبرز المعتصمين والمسئول عن هذه الفعاليات الفنية عن فكرة فنون الشارع التى ميزت الاعتصام وكونت له قاعدة جماهيرية كبيرة قائلا لـ"اليوم السابع": لم يكن هذا الاعتصام مجرد حركة ثورية أو إضراب سياسى تقليدى، لأن معظم المشاركين به من كبار وشباب الوسط الفنى والثقافى، لذلك كان له طابع فنيا خاصا، ولأنه اعتصاما شعبيا فى الأول والأخير لم يخرج عن هذا النطاق، لذلك كانت الفعاليات الفنية هى أفضل ما يعبر عنا ويمثلنا ويربطنا بالشارع بشكل أو بآخر.
ويقول ناصر عبد المنعم: وبالفعل تحت شعار "الفن مقاومة" نجحنا سويًا فى إعادة طرح فكرة فنون الشارع بأقل الإمكانات والمجهودات الذاتية دون أى إعانة من أى جهة أو مصدر، مضيفا، وعلى الرغم من قلة إمكانياتها إلا أنها شهدت كوكبة من ألمع نجوم الفن والفكر والثقافة والسياسة فى مصر، اللذين قدموا أفضل الفقرات الفنية يوميا بشكل تطوعى دون أدنى مقابل، وسيشهد التاريخ أن هذه المسرح المتواضع قدم فعاليات ضخما احتفالا بيوم الموسيقى العالمى يضاهى الاحتفالات التى تحتضنها المسارح العملاقة.
