أكد الدكتور محمد سامح عمرو، سفير مصر لدى اليونسكو رئيس المجلس التنفيذى للمنظمة، أن تعدد اللغات يعد الضمانة الحقيقية لحماية "ثقافتنا وذاتيتنا وترسيخ روح التسامح".
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها السفير المصرى خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى حول "تعزيز القدرة اللغوية والتعليم للقرن الحادى والعشرين" الذى تنظمه وزارة التعليم بالصين والذى بدأ أعماله صباح اليوم الخميس بمدينة سوجو الصينية، وذلك بحضور ليو ياندوج نائب رئيس الوزراء الصينى وإيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو ويان جوين ومشاركة 20 وزيرا للتعليم وأكثر من 90 وفدا يمثلون دول العالم.
وتناول الدكتور محمد سامح عمرو، فى كلمته العديد من المحاور والتى أكد من خلالها "أن ضمان وحماية التعددية اللغوية هى الضمانة الحقيقية لحماية ثقافاتنا وذاتيتنا والتنوع الثقافى بين الشعوب، وأن هذه التعددية تفتح الباب على مصراعيه للحضارات الأخرى أن تستفيد من كنوز ثقافاتنا المشتركة.. مدللا فى هذا الخصوص بما جاء فى ميثاق منظمة اليونسكو التى تم تبنيه منذ ٧٠ عاما تقريبا"، وشدد على دعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز "المعرفة المشتركة وفهم الشعوب" والذى لا يمكن تحقيقه إلا من خلال ضمان تعدد اللغات.
وأوضح رئيس المجلس التنفيذى لليونسكو، "أن تحقيق هذا الهدف السامى لا يأتى من خلال برامج التعليم التى تعمل المنظمة على صياغتها فحسب، وإنما يجب أن يضع القائمين على مجالات عمل اليونسكو الأخرى مثل العلوم والعلوم الاجتماعية والثقافة والاتصالات والمعلومات، هذا الهدف نصب أعينهم عند صياغة برامج ومشروعات اليونسكو فى هذه المجالات وعليه يجب على اليونسكو أن تسعى لتنمية التعليم متعدد اللغات مع الاهتمام باللغة الأم، وضمان التعددية اللغوية عند التعامل مع موضوعات الإنترنت، والاهتمام بلغات الشعوب الأصلية والعمل على عدم اندثارها".
وأشار الدكتور محمد سامح عمرو إلى العديد من قرارات اليونسكو ذات الصلة التى تبناها المؤتمر العام والمجلس التنفيذى للمنظمة والتى توجت بتبنى المجلس التنفيذى فى دورته الأخيرة المنعقدة خلال شهر أبريل الماضى للقرار الذى ينص على ضرورة الاهتمام بتعليم اللغات فى الأنظمة التعليمية، حيث أكد على ضرورة الاهتمام بتعليم اللغات الأم، والعمل على ضمان تعليم لغتين على الأقل من خلال مناهج التعليم والاهتمام بجودة التعليم فى هذا الخصوص وتدريب مدرسى اللغات على أفضل سبل التعلم والاستفادة من النظم التعليمية المختلفة.
واختتم رئيس المجلس التنفيذى كلمته بالتأكيد على ضرورة بذل كافة السبل من جانب الحكومات للاهتمام بهذا الموضوع بإعتباره ضمانة من ضمانات بناء المجتمع الدولى القائم على العدل والسلام والتنمية.. موضحا أن دراسة التاريخ أثبتت عبر العصور المختلفة بأن الجهل بثقافات الغير كانت أحد الأسباب الحقيقة لوجود موجات من التشكيك وانعدام الثقة بين الشعوب وأدى فى عدد من الحالات لاشتعال الحروب والصراعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة