حسن زايد يكتب: ديمقراطية بالمذاق المصرى

الخميس، 05 يونيو 2014 04:10 م
حسن زايد يكتب: ديمقراطية بالمذاق المصرى المشير عبد الفتاح السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أسقط الشعب المصرى كل الأقنعة الزائفة، عندما انحاز للسيسى فى الميادين، وانحاز له فى الصناديق، ثم انحاز له فى الميادين كرة أخرى. انحاز له فى الميادين ابتداءً عندما انحاز له السيسى فى خياراته. عندما ناداه الملايين التى نزلت هادرة إلى الميادين على نحو غير مسبوق مجرد " فوتوشوب "، وأنها خدعة تم تصويرها لإيهام الناس فى مصر والعالم بأن ما حدث من انقلاب هو بإرادة شعبية.

فنزل الشعب مرات عديدة حتى يدحض الأكاذيب والأضاليل وترهات المرجفين فى المدينة. ولم يقر بذلك الذين عُمِّيت عليهم فى الداخل والخارج، من العرب والأعاجم . وقيل بأن الشعب فى غالبيته رافضًا للانقلاب، راغباً فى عودة الشرعية المزعومة، وشكلوا فيما بينهم مكوناً هلامياً يقال له تحالف دعم الشرعية، جعل يناهض الدولة ومؤسساتها ويستهدفهما بالإرهاب والتدمير والقتل، ويناهض الشعب باغتيال أبنائه. وردًا على ذلك نزل الشعب إلى الاستفتاء على الدستور فى ظل هذه الأجواء الإرهابية. ثم جاءت الانتخابات الرئاسية، ونزل المصريون فى أجواء حارقة لاختيار رئيسهم فى ظل متابعة دولية متربصة، ومتابعة من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية. فشككوا فى الأعداد التى نزلت، وخلو اللجان من الناخبين، إلى حد ذهاب روبرت فيسك إلى القول بذلك، ووصفه حال الجنود فى اللجان بالمتسكعين. وكأن الشعب المصرى قد جرت وقائع انتخاب رئيسه من وراء ظهره، وعلى حين غفلة منه، وأنه لم ينزل إلى اللجان، ولم يصوت لرئيسه، وكأنه شعب من السكارى الذين يخيل لهم سكرهم إتيانهم بأفعال لم يقترفوها، وامتناعهم عن أفعال قد أتوها. والشعب المصرى ليس هكذا. وإنما تلك تصورات فئة ضالة أودت بهم خيالاتهم المريضة إلى إمكان الوصول بالشعب إلى هذا التصور. واليوم أبى الشعب المصرى إلا أن يلقن كل المشككين فى عبقرية اختياره درسًا قاسيًا، وقد تمثل هذا الدرس فى خروجه أول أمس إلى الميادين، فاليوم هو الإعلان الرسمى لنتيجة الانتخابات الرئاسية، وهى معلومة له على نحو مسبق، ومع ذلك خرج إلى الميادين ليحتفل ويرقص كما رقص وغنى أمام اللجان. رقص احتفاءً برئيسه الذى مثل تجسيداً حياً لإرادة الإختيار دون قهر أو تدليس أو غش أو تزوير. إنها الديمقراطية بالمذاق المصرى الخالص الذى لا يفهمه أصحاب القلوب المريضة والعقول السقيمة. ديمقراطية بعيدة عن تعقيد الفلسفات والنظريات الباردة التى تفتقر إلى حرارة الدماء المصرية.

فهل وعى المتفذلكون الدرس، أم أنهم فى غيهم سادرون. الجماهير ترقص وهى تردد مع أميرة الطرب العربى فيروز: "مصر عادت شمسك الذهب، تحمل الأرض وتغترب، كتب النيل على شطه قصصاً بالحب تلتهب، لك ماض مصر إن تذكرى يحمل الحق وينتسب، ولك الحاضر فى عزه قبب تغوى بها قبب، جئت يا مصر وجاء معى تعب، إن الهوى تعب، وسهاد موجع قلته هارباً منى ولا هرب، صرت نجم الحب أحصى إذا أحصيت فى الظلمة الشهب"

فسمًا بالمبدع سببًا يا حبيبى إنك السبب، الحضارات هنا مهدها بعطاء المجد تصطخب، نقشت فى الصخر أسفارها فإذا من صخرك الكتب، مصر يا شعباً جديدًا غدٍ صوب وجه الشمس يغترب ". تحيا مصر رغم أنف الإرهاب، ورغم أنف الغرب المنافق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة