قوات العراق تصد هجوم "داعش" بتكريت.. وأوباما يحذر من دخول إرهابيين لبلاده.. واشنطن بوست: إعلان التنظيم عن تأسيس الخلافة الإسلامية يمثل تحديا للقاعدة..ونيويورك تايمز: روسيا تدعم العراق بطائرات SU-25
الإثنين، 30 يونيو 2014 12:43 م
كتبت ريم عبد الحميد - إنجى مجدى - مؤمن مختار
بعد ساعات من إعلان تنظيم "داعش" تأسيس الخلافة الإسلامية بالعراق، قالت القوات العراقية إنها تتقدم فى مدينة تكريت، مواصلة هجومها على المتشددين الجهاديين السنة، وقال شهود عيان فى وسط تكريت إن قوات الحكومة الجوية شنت سلسلة من الغارات على أهداف فى أرجاء المدينة، من بينها أماكن الرئيس العراقى السابق صدام حسين.
وقال أحد مستشارى رئيس الوزراء العراقى، نورى المالكى، لوكالة الأنباء الفرنسية إن الأزمة محفوفة بالمخاطر أكثر من العنف الطائفى الذى شهده العراق فى عامى 2006 و2007.
وقال إن المتشددين أصبحوا الآن أكثر قدرة.
وكان المتشددون فى تنظيم الدولة الإسلامية قد خرجوا الأحد فى موكب فى مدينة الرقة الشمالية فى سوريا احتفالا بإقامة "الخلافة" الإسلامية، بعد استيلاء التنظيم على مساحة من الأراضى فى العراق، بحسب ما ذكرته خدمة المتابعة فى بى بى سى".
من جهتها اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إعلان تنظيم داعش تأسيس الخلافة الإسلامية فى العراق هو بمثابة أول ضربة قوية لتنظيم القاعدة، وقالت إن البيان الصوتى الذى أعلن فيه المتحدث باسم التنظيم الأحد عن استعادة الخلافة الإسلامية التى كانت قائمة فى القرن السابع، وهو هدف معلن للمنشقين عن القاعدة تركوا التنظيم فى وقت مبكر هذا العام وفرضوا سيطرتهم منذ هذا الوقت على مساحات كبيرة فى سوريا والعراق، ورأت الصحيفة أن هذا الإعلان يمثل تحديا قويا لزعيم القاعدة أيمن الظواهرى الذى يدعى أنه صاحب اليد الطولى فى الحركة الجهادية العالمية.
وكان الظواهرى قد تبرأ من أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش، فى وقت مبكر هذا العام بعدما رفض الأخير توجيهات من القاعدة بتبنى نهجا أكثر شمولا إزاء الحركات الجهادية الأخرى، ومن غير المرجح أن يوافق الظواهرى على الرضوخ لسلطة الخليفة الجديدة الذى تم الإعلان عنه، ونقلت الصحيفة عن تشارلز ليستر، الباحث بمركز بروكينجز بقطر قوله "إن هذا الإعلان يمثل تهديدا لشرعية القاعدة كممثل للجهاد العالمى، واعتبر أن أبو بكر البغدادى بهذا البيان قد أعلن الحرب على تنظيم القاعدة".
غير أن الصحيفة تشير إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الحركات السنية الثورية الأخرى التى تقاتل إلى جانب المسلحين ضد الحكومة العراقية، وكثير منها من دعاة القومية، ستقبل برفض تنظيم داعش للحدود الوطنية، ومنها حدود العراق. ويرى ليستر أن هذا قد يمثل مخاطرة للموقف العام للخلافة الإسلامية داخل الانتفاضة السنية فى العراق.
من جهة أخرى، قال مسئولون من الحكومة العراقية إن خبراء روسيين وصلوا العراق لمساعدة الجيش ومده بـ12 طائرة مقاتلة لدعمه فى مواجهاته ضد العناصر الجهادية المتطرفة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام "داعش".
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن التحرك الروسى يمثل توبيخا ضمنيا للولايات المتحدة، التى يعتقد العراقيون أنها كانت بطيئة جدا فى دعمهم بمقاتلات F-16 وطائرات هيلكوبتر هجومية، على الرغم من أن واشنطن تجرى عملية بتوفير الطائرات حاليا ، وقال أنور حمى أمين، قائد القوة الجوية العراقية، إنه فى غضون ثلاثة أو أربعة أيام سوف تكون الطائرات الروسية فى الخدمة لدعم قوات العراق فى معركتهم ضد المتطرفين، مشيرا إلى وصول خمس طائرات SU-25، مساء السبت واثنين آخرين الأحد.
وتعد هذه أول تقارير بشأن المساعدات الروسية العسكرية للعراق، على الرغم من أن اللواء أمين قال إنهم خبراء وليسوا مستشارين. وقال مسئولون أمريكيون، بناء على تقارير استخباراتية، إن إيران تقوم بإرسال طائرات استطلاع للعراق، فضلا عن تزويد الحكومة بمعدات ودعم عسكرى.
وأكد أمين فى تصريحات هاتفية للصحيفة حصول العراق على الطائرات الروسية SU-25 التى استخدمها الجيش العراقى على نطاق واسع خلال الحرب مع إيران فى الثمانينيات، ثم توقف عن استخدمها منذ عام 2002 أو قبل ذلك.
وقال قائد القوة الجوية العراقية: "لدينا طيارين ذو خبرة طويلة فى هذه الطائرات وبالطبع نتمتع بمساعدة الأصدقاء الروس والخبراء الذين أتوا مع الطائرات لتشغيلها.. هذا سوف يساعدنا بقوة فى معاقبة الإرهابيين فى غضون الأيام المقبلة".
ومن جانب آخر أشارت الصحيفة إلى تقارير غير مؤكدة إلى أن إيران أبدت استعدادها لإعادة بعض الطائرات الحربية العراقية التى نقلها صدام حسين إليها عام 1991 هربا من الدمار الأمريكى. وتشمل هذه الطائرات 24 مقاتلة فرنسية F-1 ميراج و80 طائرة روسية.
من جهة أخرى، قالت داين فينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى إن إيران وليس الولايات المتحدة، لاعب رئيسى فى العراق، وطالبت طهران بالضغط على رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية لحل الأزمة التى تعصف بالعراق.
وفى مقابلة مع "بى بى سى" حذرت فينستاين من "خطورة" تنظيم الدولة الإسلامية، واعتبرت أن التقدم العسكرى الذى يحققه مسلحو التنظيم على الأرض هو أخطر تطور فى الأزمة بالعراق، وقالت فينستاين "لا أعتقد أن أحدا توقع أن يحقق التنظيم هذا النجاح فى البلدات السنية بالشكل الذى حدث، لذا فهى جماعة بالغة الخطورة وشريرة ووحشية".
جاء ذلك فيما حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما من احتمال انتقال جهاديين أوروبيين إلى الولايات المتحدة لارتكاب اعتداءات، خصوصاً أنهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول، وقال أوباما فى مقابلة مسجلة تم بثها الأحد على شبكة "أى بى سى": "إن بعض الأوروبيين يتعاطفون مع قضية (المتمردين السنة) ويتوجهون إلى سوريا، والبعض الآخر يتوجه إلى العراق حيث يكتسبون خبرات قتالية قبل أن يعودوا إلى بلدانهم". وتابع موضحاً أن هؤلاء المقاتلين يحملون جوازات سفر أوروبية وهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول إذا قرروا التوجه إلى الولايات المتحدة".
إلى ذلك، أكد أوباما، أنه بمواجهة هذه المخاطر يجب تعزيز سياسة الولايات المتحدة فى مجال المراقبة وطريقة جمع المعلومات على الأرض، مضيفاً أنه "فى بعض الأوقات سيكون علينا ضرب المنظمات التى تنوى الاعتداء علينا".
يأتى هذا فى وقت تفيد تقديرات أن نحو 780 فرنسياً قد يكونوا توجهوا أو فى طريقهم إلى سوريا للمشاركة فى القتال ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد. ويصل هذا العدد إلى نحو 200 بالنسبة إلى بلجيكا و400 بالنسبة إلى بريطانيا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ساعات من إعلان تنظيم "داعش" تأسيس الخلافة الإسلامية بالعراق، قالت القوات العراقية إنها تتقدم فى مدينة تكريت، مواصلة هجومها على المتشددين الجهاديين السنة، وقال شهود عيان فى وسط تكريت إن قوات الحكومة الجوية شنت سلسلة من الغارات على أهداف فى أرجاء المدينة، من بينها أماكن الرئيس العراقى السابق صدام حسين.
وقال أحد مستشارى رئيس الوزراء العراقى، نورى المالكى، لوكالة الأنباء الفرنسية إن الأزمة محفوفة بالمخاطر أكثر من العنف الطائفى الذى شهده العراق فى عامى 2006 و2007.
وقال إن المتشددين أصبحوا الآن أكثر قدرة.
وكان المتشددون فى تنظيم الدولة الإسلامية قد خرجوا الأحد فى موكب فى مدينة الرقة الشمالية فى سوريا احتفالا بإقامة "الخلافة" الإسلامية، بعد استيلاء التنظيم على مساحة من الأراضى فى العراق، بحسب ما ذكرته خدمة المتابعة فى بى بى سى".
من جهتها اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إعلان تنظيم داعش تأسيس الخلافة الإسلامية فى العراق هو بمثابة أول ضربة قوية لتنظيم القاعدة، وقالت إن البيان الصوتى الذى أعلن فيه المتحدث باسم التنظيم الأحد عن استعادة الخلافة الإسلامية التى كانت قائمة فى القرن السابع، وهو هدف معلن للمنشقين عن القاعدة تركوا التنظيم فى وقت مبكر هذا العام وفرضوا سيطرتهم منذ هذا الوقت على مساحات كبيرة فى سوريا والعراق، ورأت الصحيفة أن هذا الإعلان يمثل تحديا قويا لزعيم القاعدة أيمن الظواهرى الذى يدعى أنه صاحب اليد الطولى فى الحركة الجهادية العالمية.
وكان الظواهرى قد تبرأ من أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش، فى وقت مبكر هذا العام بعدما رفض الأخير توجيهات من القاعدة بتبنى نهجا أكثر شمولا إزاء الحركات الجهادية الأخرى، ومن غير المرجح أن يوافق الظواهرى على الرضوخ لسلطة الخليفة الجديدة الذى تم الإعلان عنه، ونقلت الصحيفة عن تشارلز ليستر، الباحث بمركز بروكينجز بقطر قوله "إن هذا الإعلان يمثل تهديدا لشرعية القاعدة كممثل للجهاد العالمى، واعتبر أن أبو بكر البغدادى بهذا البيان قد أعلن الحرب على تنظيم القاعدة".
غير أن الصحيفة تشير إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان الحركات السنية الثورية الأخرى التى تقاتل إلى جانب المسلحين ضد الحكومة العراقية، وكثير منها من دعاة القومية، ستقبل برفض تنظيم داعش للحدود الوطنية، ومنها حدود العراق. ويرى ليستر أن هذا قد يمثل مخاطرة للموقف العام للخلافة الإسلامية داخل الانتفاضة السنية فى العراق.
من جهة أخرى، قال مسئولون من الحكومة العراقية إن خبراء روسيين وصلوا العراق لمساعدة الجيش ومده بـ12 طائرة مقاتلة لدعمه فى مواجهاته ضد العناصر الجهادية المتطرفة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام "داعش".
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن التحرك الروسى يمثل توبيخا ضمنيا للولايات المتحدة، التى يعتقد العراقيون أنها كانت بطيئة جدا فى دعمهم بمقاتلات F-16 وطائرات هيلكوبتر هجومية، على الرغم من أن واشنطن تجرى عملية بتوفير الطائرات حاليا ، وقال أنور حمى أمين، قائد القوة الجوية العراقية، إنه فى غضون ثلاثة أو أربعة أيام سوف تكون الطائرات الروسية فى الخدمة لدعم قوات العراق فى معركتهم ضد المتطرفين، مشيرا إلى وصول خمس طائرات SU-25، مساء السبت واثنين آخرين الأحد.
وتعد هذه أول تقارير بشأن المساعدات الروسية العسكرية للعراق، على الرغم من أن اللواء أمين قال إنهم خبراء وليسوا مستشارين. وقال مسئولون أمريكيون، بناء على تقارير استخباراتية، إن إيران تقوم بإرسال طائرات استطلاع للعراق، فضلا عن تزويد الحكومة بمعدات ودعم عسكرى.
وأكد أمين فى تصريحات هاتفية للصحيفة حصول العراق على الطائرات الروسية SU-25 التى استخدمها الجيش العراقى على نطاق واسع خلال الحرب مع إيران فى الثمانينيات، ثم توقف عن استخدمها منذ عام 2002 أو قبل ذلك.
وقال قائد القوة الجوية العراقية: "لدينا طيارين ذو خبرة طويلة فى هذه الطائرات وبالطبع نتمتع بمساعدة الأصدقاء الروس والخبراء الذين أتوا مع الطائرات لتشغيلها.. هذا سوف يساعدنا بقوة فى معاقبة الإرهابيين فى غضون الأيام المقبلة".
ومن جانب آخر أشارت الصحيفة إلى تقارير غير مؤكدة إلى أن إيران أبدت استعدادها لإعادة بعض الطائرات الحربية العراقية التى نقلها صدام حسين إليها عام 1991 هربا من الدمار الأمريكى. وتشمل هذه الطائرات 24 مقاتلة فرنسية F-1 ميراج و80 طائرة روسية.
من جهة أخرى، قالت داين فينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى إن إيران وليس الولايات المتحدة، لاعب رئيسى فى العراق، وطالبت طهران بالضغط على رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية لحل الأزمة التى تعصف بالعراق.
وفى مقابلة مع "بى بى سى" حذرت فينستاين من "خطورة" تنظيم الدولة الإسلامية، واعتبرت أن التقدم العسكرى الذى يحققه مسلحو التنظيم على الأرض هو أخطر تطور فى الأزمة بالعراق، وقالت فينستاين "لا أعتقد أن أحدا توقع أن يحقق التنظيم هذا النجاح فى البلدات السنية بالشكل الذى حدث، لذا فهى جماعة بالغة الخطورة وشريرة ووحشية".
جاء ذلك فيما حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما من احتمال انتقال جهاديين أوروبيين إلى الولايات المتحدة لارتكاب اعتداءات، خصوصاً أنهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول، وقال أوباما فى مقابلة مسجلة تم بثها الأحد على شبكة "أى بى سى": "إن بعض الأوروبيين يتعاطفون مع قضية (المتمردين السنة) ويتوجهون إلى سوريا، والبعض الآخر يتوجه إلى العراق حيث يكتسبون خبرات قتالية قبل أن يعودوا إلى بلدانهم". وتابع موضحاً أن هؤلاء المقاتلين يحملون جوازات سفر أوروبية وهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول إذا قرروا التوجه إلى الولايات المتحدة".
إلى ذلك، أكد أوباما، أنه بمواجهة هذه المخاطر يجب تعزيز سياسة الولايات المتحدة فى مجال المراقبة وطريقة جمع المعلومات على الأرض، مضيفاً أنه "فى بعض الأوقات سيكون علينا ضرب المنظمات التى تنوى الاعتداء علينا".
يأتى هذا فى وقت تفيد تقديرات أن نحو 780 فرنسياً قد يكونوا توجهوا أو فى طريقهم إلى سوريا للمشاركة فى القتال ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد. ويصل هذا العدد إلى نحو 200 بالنسبة إلى بلجيكا و400 بالنسبة إلى بريطانيا.
مشاركة