د. هانى أبو الفتوح يكتب: فواتير كرسى الرئاسة

الأربعاء، 25 يونيو 2014 06:17 ص
د. هانى أبو الفتوح يكتب: فواتير كرسى الرئاسة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتدنا أن لكل شىء مكتسب ثمن ولكل انتخابات فواتير حتى كرسى الرئاسة، بات له فواتير لابد من سدادها، وأسوأ ما فى الحكم السابق أن من دخل القصر كان محملا بفواتير كثيرة لمن وضعوه على كرسى الحكم وأولهم جماعته من أتوا به مجهولا، ليعتلى عرش مصر، فكان كالمدين الذى أتى بيتًا فظل عامًا كاملا يبحث عن سداد الدين لا عن ترتيب البيت وتهيئته لمن يعيش فيه وحوله.
فواتير كرسى الرئاسة آفة يضيع معها حق الأغلبية من البسطاء وأبناء الشعب المهمشين لصالح فئة واحدة تنال الحظوة وتعتقد انها قد اشترت الوطن بأسره لحسابها، طالما أنها من أوصلت رأس القيادة لكرسى الحكم، فيظل أسير إرضائها والوفاء لها لا يعرف لقراره حرية ولا لصوته مدى إلا ما يطلب منه ويجد نفسه قد لبى الندا.
أجمل ما فى ساكن القصر الجديد فى مصر، إنه مدين فقط للبسطاء وأنه مطالب بسداد فواتير للوطن بأسره ولمن انتخبوه ولمن ذهبوا للصناديق حقًا فى الداخل والخارج، ليضعوه على رأس السلطة, فلقد أتى بصوت الشعب وأصبح مطالبًا بإرضاء هؤلاء والحرص عليهم والسعى خلف مصالحهم، فلا ديون مطالب بسدادها لحزب أو جماعة أو فصيل أو طائفة وهذا مصدر قوة لا ضعف.
حتى الخلفية العسكرية التى انتمى إليها وخرج منها ثم خلع ردائها ليلبس ثوبًا مدنيًا كانت عونًا لا عبئًا، فهى على ما كانت عليه لا تحتاج منه إلى فواتير سداد، ولا تطلب منه غير استمرار الدعم المعهود الذى يبنى قوة تحمى الوطن بأسره لا تبنى أفرادًا يكونون سوطًا على ظهر الوطن بمن فيه
الرئيس اليوم مطالب أمام الله ورسوله بالوفاء والولاء الكامل لهذا الشعب ولا غيره , مدين لكل امرأة خرجت لتقول نعم، ثقة أن صوتها لمصلحة وطن , ومدين لكل رجل أحب هذا الوطن بقلبه وعقله وأصر على ان لصوته قيمة تصنع حاضرًا.
مدين لكل شاب ينتظر مستقبلا أفضل ومدين لكل طفل يستحق أن يجد مناخا أنقى ليعيش فيه عيشة كريمة.
أصوات هؤلاء فقط دينا فى رقبة من حصل عليها وأصبح الحرص على هؤلاء فقط والحرص على الوطن الذى خرجوا من أجله هى الفواتير الحقيقة الواجب سدادها لكرسى الرئاسة, والأمل الذى ينتظره الكثيرون والثقة الكاملة التى وضعوها فيه باتت دينا فى عنقه يحاسبه عليها من قدر له أن يكون مسئولا عن أمة بأسرها.
سدد الفواتير لأصحابها سيادة الرئيس ولا تغفل عيناك يوما عن هؤلاء البسطاء والفقراء والمساكين ولا تغض الطرف عنهم لحظة ولا يشغلنك أبواق اعتادت أن تحوم حول باب القصر أيًا كان ساكنه، ومدمنو نفاق كثيرون يدورون فى أفق كل سلطة يأخذون ولا يمنحون شيئًا ولا يصلبون عودًا ولا تجدهم عند شدائد ولا تستند عليهم فى أزمات فلا تركن إليهم أبدًا.
نعم الحمل ثقيل والمطالب جمة والإمكانيات محدودة والدرب طويل، لكن اليقين بالله أولا ثم حسن التدبر والتدبير والتخطيط السليم والتنفيذ المتقن، أدوات لا يجب أن تنقص أو تخفى على محارب وطنى حر تربى فى مدرسة الرجال، فكانت خير إعداد فكن أفضل اختيار أتت به الأقدار.
زينها بالعدل مع القوة فى الحق وإياك وأنات المقهورين وإياك ودعوات المظلومين، فأول مسالك الهلاك كثرة المظالم وضياع الحقوق.
سر على بركة الله وكن كما كنت قدوة فى العمل وواحة للأمل، تبنى مستقبل أمة عانت الكثير وتنتظر اليوم وحدها سداد الفواتير.











مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة