باحثون بولنديون يبتكرون "رادار" يكشف السائقين المخمورين

طرح ثلاثة من الباحثين بالمعهد العسكرى للتكنولوجيا فى العاصمة البولندية وارسو، مشروع رادار يكشف ما إذا كان السائق فى حالة سكر، حيث يتم تثبيت هذه الرادارات على جانب الطريق، وتقوم أجهزة الاستشعار عن بعد المزودة بها، بالدخول للسيارة وشم نفس سائق السيارة والبحث عن آثار الكحول، وذلك بهدف زيادة كفاءة الكشف عن الأشخاص الذين يقودون سياراتهم تحت تأثير الكحول، وذلك لخفض الحوادث المميتة على الطرق.

ووفقًا لما نشرته جريدة Le mondeالفرنسية، فإن هناك دراسة نشرت فى مايو الماضى فى مجلة Applied remote sensing، وصف الباحثون فكرة هذا الرادار بأنها قريبة جدًا من فكرة جهاز كشف الكحول التقليدى الذى يقوم على تحليل الهواء الناتج من عملية الزفير لمعرفة ما إذا كان يحتوى على الإيثانول، حيث إنه بعد أن تمر الكحول عبر الجهاز الهضمى وتمرر فى الدم، تخرج بعض جزيئات الكحول عبر الرئتين، ولكن صعوبة التنفيذ تكون فى إجراء هذا التحليل من مسافة بعيدة ودون توقف السيارة، ولتحقيق ذلك اعتمد هؤلاء الباحثين على أسلوب التحليل الطيفى، وهو الأسلوب الذى ساعد على اكتشاف تكوين الشمس فى القرن التاسع عشر.

فكرة هؤلاء الباحثين البولنديين هى تثبيت جهاز على جانب الطريق ليبعث أشعة ليزر تصل إلى مقصورة الركاب ثم تعكس هذه الآشعة من خلال مرآة توجد على الجانب الآخر من الطريق، وتكون سرعة هذه العملية مثل سرعة الضوء، ففى حالة أن نتيجة التحليل كانت إيجابية يبعث النظام رسالة تحتوى على صورة للسيارة وللوحة الترخيص إلى الشرطة التى ستقوم بدورها بإيقاف هذه السيارة والتأكد من أن السائق فى حالة سكر عن طريق جهاز كشف الكحول التقليدى.

ويريد الآن هؤلاء الباحثين عمل نموذج لهذا الرادار، ولكنهم يشيرون إلى أن هذا النظام يمكن أن يرتكب بعض الأخطاء، فمثلا من الممكن أن يكون الركاب هم الذين شربوا الكحول وليس السائق، ومن الممكن أيضًا أن تكون الكحول سكبت فى السيارة، ولكن بالنسبة لهؤلاء العلماء، هذه الأخطاء تعتبر شر لابد منه.