المؤبد لـ3 متهمات بالاتجار بالأطفال.. ونجاة للنيابة: كنا "بنموت" من الجوع.. وكريمة: "محدش يلوم علينا".. ومنار: "حلال ولا حرام نتقطع من الجوع وغيرنا بياكل شهد.. وإحنا معنا شهادات متعلقة على الحيط"

الثلاثاء، 17 يونيو 2014 05:09 ص
المؤبد لـ3 متهمات بالاتجار بالأطفال.. ونجاة للنيابة: كنا "بنموت" من الجوع.. وكريمة: "محدش يلوم علينا".. ومنار: "حلال ولا حرام نتقطع من الجوع وغيرنا بياكل شهد.. وإحنا معنا شهادات متعلقة على الحيط" صورة أرشيفية
كتبت أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت المتهمات الثلاث، أمام النيابة والمحكمة التى أصدرت حكمها عليهن بالمؤبد، فى القضية رقم 1411لسنة 2012 جنايات الجيزة، بعد اتهامهن بتكوين شبكة لسرقة وبيع الأطفال، "لم نكن نعلم أبدا أنه سيأتى اليوم الذى نأكل فيه لحم الأطفال أحياء، ونتاجر بهم، نعم هذا ما حدث لنا بعد أن أضننا الجوع والفقر، وفقدنا كل الأمل فى الكسب الحلال، بعد أن علقنا الشهادات التى حصلنا عليها على الحائط، لتكون تذكرة لنا بوكستنا الكبيرة، فلا يوجد مكان لنا لنعمل ولا طريق حلال لنعيش، إما أن نسرق أو نتاجر بجسدنا ليتمتع به الرجال، فاخترنا أن نقتل براءة الأطفال لنعيش، اخترنا الاتجار بهم كقطع غيار لنأكل شهدا مثل غيرنا".

وقالت "نجاة.م" "33 عاما"، "البداية كانت عبر الإنترنت هكذا تعرفنا سويا فى جروب خاص للبحث عن راغبى الوظائف، فنحن انتظرنا طويلا لكى نجد مكانا مناسبا مع مؤهلتنا، وتحدثنا معا وأصبحنا أصدقاء سواء فى العالم الافتراضى أو فى الواقع، وبعدها جمعتنا السخرية على الوضع القائم، والتهكم إلى أن وقع فى أيدينا طفل وجدناه فى الطريق العام، وهنا كانت البداية المميتة لقصتنا، ففكرنا أن نذهب بهذا الطفل إلى قسم الشرطة، ولكننا ترددنا خوفا من الدخول إلى القسم، واقترحنا رعايته حتى يسأل عليه أحد، ولكن الشيطان ألقى بعدها الفكرة وجعلها تترسخ فى أذهاننا، وهنا جاءت إحداهما التى كانت بداية تعارفنا بتلك المهنة، التى لا قلب لها وعرضت مبلغا ماديا نظير الرضيع، فأغرتنا الأموال، فنحن أكبر مبلغ نتحصل عليه فى حياتنا كان بضع مئات من الجنيهات, نعم ترددنا ولكن رائحة الأموال وما تشتريه مما لذ وطاب كان أكبر من تأنيب الضمير".

وتوالت اعترافات المتهمة الثانية "منار.ع" 40 عاما، قائلة: "كان بيع أول طفل أصعب مرحلة مررنا بها، وكان كل همنا أن نطمئن على من سيتولى الاهتمام به, وبعدها أجمعنا على عدم حرمانية البيع، فنحن نخدم هؤلاء الأطفال ونجعلهم أوفر حظا فى الحياة، ولهذا اشتركنا سويا على البحث عن الأطفال التى لا أهل لهم، ولكن للأسف بعد جمعنا بعضهم من الشوارع كان الطلب عليهم قليل، لذلك جعلنا هؤلاء للاتجار كقطع, أما الأطفال الرضع من المستشفيات فكانوا للبيع لأولاد الزواد، نعم فعلنا ذلك بكل برود ودون أن نشعر بالذنب، فنحن فقدنا الأمل فى الحياة وفى العيش حياة كريمة، وأصبحت قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، وانهالت علينا الأموال، وأن سألتنى ما هى أشد لحظة على، سأقول اللحظة التى نبيع فيها الطفل وندرك تمام أنه سيصبح قطعة فى جسد إنسان آخر، وهو ينظر إلينا هذه النظرة البريئة أثناء تسليمه للمشترى، كأنه يقول لنا أن ذنبه فى رقبتنا إلى يوم القيامة، هذا أكثر شىء كان يفزعنا أثناء نومنا واستيقاظنا".

وتابعت المتهمة الثالثة "كريمة.خ" 28 عاما، اعترافات المتهمتين قائلة: "اخترنا الخيار الأسهل والكسب الحرام، فنحن كرهنا الملاليم التى نتحصل عليها من بيعنا للمنتجات، فأن تكون حاصلا على شهادة بدرجة امتياز وتلقى فى الشارع لتكسب رزقك بالذل والهوان، وغيرك يعمل بالواسطة وهو أدنى منك، يجعلك تتحول إلى مجرم، لقد ارتكبنا ما لا يرتكبه بشر، شاركنا فى الاتجار فى أحباب الله دون أن يرق لنا قلب، ولكنا أخذنا جزاءنا وها نحن نحاسب، ولكن أنتم أيضا كان عليكم ألا تتركوا الشيطان يجد ملجأ للدخول فى حياتنا, الأطفال الآن منهم من فى ذمة الله، ومنهم من يتعلم ويعيش بفضلنا أحسن عيشة، وها نحن فى القفص، لا أمل لنا غير أن نجد بعض الرحمة أثناء تعلق الأطفال فى رقابنا يوم القيامة".

وتعود أحداث الواقعة، إلى اشتراك 3 سيدات مع آخرين مجهولى الهوية بسرقة الأطفال حديثى الولادة وأطفال الشوارع، والاتجار بهم وبيعهم لمن يرغب مقابل مبالغ مادية كبيرة, وبعد التحريات اللازمة من قبل الجهات المسئولة، وتكرار عدة وقائع سرقة من داخل المستشفيات, ضبطت المتهمات الثلاث, وحرر محضر وأخطرت النيابة للتحقيق، ووجهت لهن تهمة السرقة والخطف والاتجار بالبشر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة