تحدث الباحث والخبير الأمريكى إريك ترايجر عن الجزء الخاص بمصر فى الكتاب الجديد لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون.
ويقول ترايجر، وهو زميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فى مقال له بصحيفة "واشنطن بوست"، إن كلينتون لم تكن رومانسية أبدا إزاء فكرة الربيع العربى، فحتى مع نزول الآلاف من المصريين فى يناير 2011، كانت كلينتون تصف نظام مبارك بأنه مستقر، وحذرت زملاءها بإدارة أوباما من التخلى عنه، وتعاونت بعد ذلك مع الإخوان المسلمين، على الرغم من النهج الاستبدادى للرئيس الأسبق محمد مرسى".
ويرى ترايجر أن هذا النهج وضع كلينتون فى معسكر الواقعيين فى الإدارة الأمريكية، وكما قالت فى كتابها "خيارات صعبة"، فإن أمريكا ستظل تفعل دائما ما يتطلب للحفاظ على أمن شعبها وتعزيز مصالحها، وهذا يعنى فى بعض الأحيان العمل مع شركاء لديها خلافات عميقة معهم.
وتستخدم كلينتون واقعتيها فى تفسير عدم الضغط على المجلس العسكرى أو الإخوان المسلمين، ويتابع ترايجر قائلا: "إنه على الرغم من استعدادها الواضح للتعامل مع النظام الجديد فى القاهرة، وإن كان مواليا للغرب، على حد وصفه، فإن كلينتون لو انتخبت رئيسة لأمريكا عام 2016 سيكون لها توجه واضح إزاء مصر، ففى كتابها، تشير إلى أنها قد سئمت من نظرية المؤامرة التى توجه الثقافة السياسية فى مصر".
وكما هو الحال فى أى مذكرات سياسية، تسلط كلينتون الضوء على انتصاراتها وتتجنب أوجه القصور، وتتحدث باستفاضة عن مفاوضاتها الناجحة مع مرسى للتوسط لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل فى غزة فى نوفمبر 2012، الذى تؤكد أنه كان محفوفا بالمخاطر، لكنها تتجاهل فشل واشنطن فى إعادة فتح المنظمات الأمريكية غير الحكومية بعد إغلاقها ومحاكمة موظفيها، ولم تعترف بأن سياسة التواصل الودى التى انتهجتها الإدارة مع الإخوان، وأعلنتها فى يونيو 2012، قد فشلت فى التشجيع على مزيد من الحكم الشامل، بل إنها نفرت كل القوى السياسية التى شاركت فى عزل مرسى.
ويمضى ترايجر قائلا: "إن عدم استعداد كلينتون للضغط على المجلس العسكرى الذى حكم مصر بعد مبارك، والإخوان يعكس النهج الواقعى الذى يقوم على أساس التعاون مع أى من كان فى الحكم، إلا أنه يعكس أيضا رؤيتها الواضحة بأنه لا يوجد خيارات أخرى، وكما توضح فى كتابها، عندما حاولت مع القوى المدنية فى مصر، واجهتها نظريات مؤامرة كبيرة معادية لأمريكا خلفت انطباعا ضارا".
فعلى سبيل المثال، خلال زيارتها الأولى لمصر بعد خلع مبارك، التقت كلينتون بمجموعة من النشطاء ألقوا اللوم على أمريكا فى سلسلة من الخطايا وكانوا رافضين على حد كبير للسياسات الانتخابية.
كما سئمت كلينتون أيضا من حقيقية أنه خلال المرحلة الانتقالية بعد مبارك اتهم أنصار الإخوان أمريكا بدعم نظام مبارك، وعملوا ضد وصولهم إلى السلطة، فى حين أن غير الإسلاميين خشوا من احتمال الحكم الإسلامى وزعموا أن واشنطن تأمرت مع الإخوان لإجبار مبارك على ترك السلطة.
وخلال لقائها مع أقباط فى السفارة الأمريكية بالقاهرة فى يوليو 2012، اتهمها أحد المشاركين بأنها عميل سرى للإخوان وتزامن مع تلك الزيارة احتجاجات ضد تآمر واشنطن مع الإخوان.
ويعلق ترايجر على ذلك قائلا: "إنه فى ظل الأحداث الهائلة لفترة ما بعد مبارك، فينبغى أن تكون مثل هذه الحوادث مجرد حواش، إلا أن كتاب كلينتون يشير إلى أنه يشكل اتجاه الوزيرة السابقة بشكل كبير إزاء مصر".
باحث أمريكى: "كلينتون" سئمت من نظريات المؤامرة المعادية لأمريكا فى مصر
الخميس، 12 يونيو 2014 02:37 م