أرسل (أ) إلى افتح قلبك يقول: أنا شاب عمرى 30 سنة، متزوج من 5 سنوات زواجا تقليديا، ولى أطفال والحمد لله، لا أستطيع أن أقول إنى غير سعيد فى زواجى، فكل المشاكل التى أعانيها هى نفس المشاكل التقليدية الموجودة فى أى زواج، لكنى وللأسف لم أجد الحب الذى كنت أتمناه فى هذا الزواج، ربما لأنه كان زواج صالونات ولم يكن بينى وبين زوجتى أى سابق معرفة، أو ربما لأن زوجتى نفسها شخصية تقليدية لا تجيد فنون الحب.. لا أعرف.
منذ شهرين تقريبا، تعرفت قدرا على فتاة مغربية، تقاربنا بسرعة، ووجدت نفسى أحبها بدون سابق إنذار، وجدت معها الحب الذى كنت أحسبه دربا من دروب الخيال.. حاولت الابتعاد ولكنى فعلا أحببتها، أنا نادم بشدة على أنى تركت نفسى لأنساق خلف مشاعرى، ولكنى أشعر أنه فات أوان التراجع.
أنا متأكد من أن زوجتى لن تقبل أبدا بأن أتزوج عليها، وأنا لا أريد هدم بيتى وتشتيت أطفالى، ولكنى فعلا ممزق بين هذه وتلك، صدقينى أنا أتمزق بمعنى الكلمة، وأحتاج إلى رأى محايد يدلنى على الطريق.
وإليك أقول: قصتك أصبحت شائعة بشكل لا يصدق هذه الأيام، شاب متزوج.. يشكو من ملل الاستقرار بعد بضع سنوات من الزواج، فيبحث حوله، ليجد الحل السهل دائما فى فتاة أخرى (غير مصرية غالبا)، لا تطالبه بمهر أو شبكة أو أى التزامات مادية، وربما يكون لديها سكنها الخاص، وبالتالى يجد نفسه أمام المصباح السحرى، الذى يحقق له كل أمنياته وأحلامه الضائعة، وبدون أى مقابل أو مجهود.. أليس كذلك؟.
من المنطقى أن أحاول أن أثنيك عن هذه الزيجة بأن أعذب ضميرك، وأقول لك ما ذنب زوجتك فى أنك تزوجتها زواجا تقليديا؟.. وما ذنبها فى أنك لم تحبها؟.. وما ذنبها فى أن تعيش مع زوج متعلق بغيرها؟.. فى حين أنه كان من الممكن أن تتزوج بمن يحبها ويقدرها ويسعدها أكثر منك.
أو بأن أحاول أن أؤرقك بخصوص مستقبل أطفالك.. كيف سيكون حالهم بين أم وأب مختلفين دائما؟.. أو منفصلين؟.. وكيف ستكون نفسيتهم عندما ينشأون بين أم غاضبة وأب مشتت بين بيتين؟.. لكنى لن أكتفى بهذا..
أنا سأرد عليك بناء على كم التجارب المشابهة التى مرت على، أو بمعنى أدق (هاجيب لك من الآخر).. لن أقول لك إن إحساسك نحو هذه الفتاة خاطئ، أو زائف، أو فى غير محله، لا.. فربما تكون فتاة ممتازة فعلا وتستحق الحب كما تقول، لكنى سأقول لك إنك لن تهنأ معها حتى إن كانت فعلا رائعة، وحتى لو كان حبك لها حبا صادقا وليس مجرد انبهار، أو بحث عن تعويض لما تفتقده فى زواجك الأول..لماذا؟ سأخبرك..
مهما بلغت سعادتك مع هذه الأخرى فسيأتى عليها وقت وتفتر، مثلها مثل أى علاقة بين أى اثنين، وحينها ستفيق لتجد نفسك فى مواجهة شخصية واقعية، بسلبياتها وعيوبها ومشاكلها ومتطلباتها، فبكل تأكيد سيصبح لك هى الأخرى متطلبات بعد أن تصبح زوجتك، أو بعد أن تصبح أما لأطفالك الجدد.. فهذه نقطة لا يفكر فيها أبدا من هم فى مثل حالتك، فأنت الآن غارق فى الحب.. سارقاك السكينة، تبحث عن الحب والغرام والمشاعر، والمتع المفقودة، ناسيا أنك مقبل على حياة كاملة، بيت آخر.. زوجة أخرى.. وربما أولاد آخرون، هذا أولا.
ثانيا دعنى أحدثك بصراحة.. فأنت مهما كنت عادلا وحريصا فلن تعدل بين الأولى والثانية، فالأولى.. القديمة.. التقليدية.. أم العيال، أما الثانية.. الفرفوشة.. النعنوشة.. التى ستتذوق معها كل المتع المفقودة، حب وهيام، فسح وخروجات، سفر وحرية، أى كل ما هو عكس الأولى تماما، فكيف ستعدل؟.. كيف ستمنع قلبك من الميل؟.. كيف ستحول دون أن تشعر زوجتك الأولى بأنك زوج لها جسدا فقط بلا روح؟.
ثالثا ماذا ستفعل عندما تعرف زوجتك؟، فمهما كنت حذرا سيأتى اليوم الذى ستعرف فيه حتما، هل أنت مستعد لهذه المواجهة؟.. ولتبعاتها أيا كانت؟.. هل ستتحمل أن تكون سببا فى طلاقكما؟.. هل سترضى بأن يدفع أولادك ثمن متعتك؟، هل ستظل مستمتعا وراضيا عن ارتباطك الآخر حتى بعد هدم بيتك الأول؟.. وحتى لو رضخت زوجتك للأمر الواقع، وسلمت، وقبلت، وفضلت أولادها واستقرارهم على حياتها الشخصية، هل ستتحمل أنت غضبها المكبوت، وإحساسها المستمر بالقهر والظلم تجاهك؟.. هل سترضى بالخناقات والنكد والغيرة المصاحبة لمثل هذه المواقف؟.. وهل ستجد فى نفسك الطاقة لامتصاص كل هذا وتقبله؟.
سيدى، صدقنى أنا أخبرك رأيى بمنتهى الأمانة، ودون تحيز لزوجتك على حسابك، فبحكم كل ما مر على سابقا، أكاد أجزم لك أنك ستتمزق أكثر وأكثر بدخولك هذه العلاقة، فأكثر من يعانى من ضغوط وشتات الزواج الثانى هو الرجل نفسه، لأنه يتزوج ثانية بحثا عن شىء، لكنه يفاجأ بأشياء أخرى مختلفة تماما عن كل ما كان يتوقع أو يتمنى، ولكن بعد فوات الأوان، بعد أن يصبح بين شقى الرحا بالفعل.
إذا أردت نصيحتى أنت لا زلت على البر، فأنت تعرف هذه الفتاة منذ شهرين فقط، انسحب على الفور، وفى أسرع وقت ممكن، فأنت تقول إنك لا تستطيع أن تقول إنك لم تكن سعيدا مع زوجتك، وتؤكد أن المشاكل الموجودة فى حياتكما هى مشاكل عادية وشائعة فى كل البيوت، إذا فزوجتك جيدة ومريحة وقادرة على إرضائك إلى حد كبير، لهذا لا تجعل بحثك عن الكمال، ورغبتك فى الحصول على كل شىء، تجعلك تخسر كل شىء، فلا تعتقد أنك ستحصل على كل ما تريد دون ثمن، أنت واهم إذا ظننت ذلك، لهذا أرجوك راجع نفسك جيدا.
ربما ستقول لى إنك تحبها فعلا، وإنها لديها ما ليس عند غيرها، أو إنها ملاك منزل من السماء، ربما.. لكنى سأقول لك إنك ستدفع ثمن الاستمتاع بكل هذا حتما، سواء من راحة بالك، أو من استقرار أولادك، أو من استمرار زوجتك الأولى كزوجة جيدة مراعية لك ولبيتها.. الرأى الأول والأخير لك، ولكن غاية أملى أن تأخذ قرارك على علم وفهم كامل لما سيحدث فيما بعد، وليس وأنت مغيب أو سارقاك السكينة.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com
د. هبة يس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة