على ضوء ضعيف يجلس فى ورشته الصغيرة موليًا ظهره لأدوات النجارة التى طالما كانت رفيقة حياته وصاحبة الفضل فى تربية أبنائه الثلاثة، ليتفرغ لأحب الأشياء إلى قلبه لعبة "السودكو"، والتى يصنف نفسه واحدًا من خبرائها بعد تأليفه لثلاثة كتب عن اللعبة رغم تخرجه المبكر من المدرسة وهو لا يزال فى الصف الثالث الابتدائى لفشله فى "الحساب".
السعيد السيد، صاحب الـ 71 عاما، يحكى بابتسامة صافية تخفى لثوان تجاعيد وجهه التى تختزل سنوات كفاحه، عن قصته الكاملة مع لعبة "السودكو" التى احترفها على الرغم من كونه يقرأ بصعوبة ولا يعرف الكتابة: "اتحرمت من التعليم بعد ما انطردت من المدرسة وأنا فى تالتة ابتدائى عشان كنت خايب فى الحساب، وأبويا وقتها قالى اتعلملك صنعة تنفعك ومن وقتها بقيت نجار موبيليا مشهور، لكن من 6 سنين تقريبا قولت لازم أعمل حاجة مختلفة كنت بشوف لعبة السودكو فى الجرايد وهما بيقولوا لعبة يابانية وقولت ليه معملش حاجة زيها فضلت وراها أدور وأقرأ وألعبها لحد ما عرفت سرها وقدرت أنى أنفذ نماذج منها".
لا يزال "السعيد" قادرا على الحلم والطموح رغم وصوله للعقد السابع من عمره ويقول لـ"اليوم السابع": "نفسى أبيع النماذج اللى عملتها للشركات الكبيرة بس للأسف محدش بيبص لينا مع أنهم بينزلوا فى الجرايد حاجات مش عاملها مصريين طب ليه محدش يتعاون معايا خصوصا إنى عملت حاجات مختلفة تماماً وطورت اللعبة".
بصماته الخاصة فى عالم "السودكو" موزعة على ثلاثة كتب تحمل اسمه على غلافها وكلماته بين طياتها بعد تعب وسهر ليالى طوال لكى تخرج إلى النور بمساعدات بسيطة من الآخرين كونه لا يعرف الكتابة، ويقول "قررت أن أجمع كل خبرتى فى لعبة السودكو فى كتب عشان توصل لكل اللى بيحبوا اللعبة وموقفنيش إنى مبعرفش أكتب وكنت بملى اللى عاوز أقوله لشخص يكتبه وأصدرت أول كتاب ليا فى 2008 وعملت بعده كتابين تانيين ولحد آخر نفس فى حياتى هفضل أحاول أحقق حلمى، عشان لما أموت يفضل اسمى موجود كواحد من اللى طوروا اللعبة دى وعملوا لها بصمة مصرية".
"السعيد السيد".. يبتكر أفكارا جديدة للعبة السودوكو ويضع لها بصمة مصرية
الثلاثاء، 10 يونيو 2014 09:03 ص
لعبة السودوكو - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
magic
♥♥
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed rizk
كفر الدوار بحيره