تحتاج مصر منا جميعًا أن نعمل لرفعة شأنها وإعادة دورها الريادى فى المنطقة، ولن يتأتى ذلك بغير جهد دءوب نبذله؛ وإذ قام شعبنا العظيم بالعبور نحو المستقبل عبر ملحمة الانتخابات الرئاسية التى حاول الجميع فيها أن يعيد إلى مصرنا الحبيبة جزءًا من الإستقرار الذى فقدته منذ ما يربو على الثلاث سنوات ونيف؛ فإن ذلك لا يعدو سوى أن يكون نقطة انطلاق لنهضة شاملة تحقق لمصر غاياتها المرجوة.
وفى هذا الإطار لا يجب أن نغفل أننا نواجه حربًا شرسة ضد مثلث التخلف الحضارى المتمثل فى الفقر والجهل والمرض؛ ولعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا أن مصر إذا تغلبت على هذا الثالوث المقيت فإنها ستلحق بركب الدول الأكثر تقدمًا فى العالم فى الأمد المنظور.
لقد عانت مصر كثيرًا من خطوب جسام لكنها لم تركن لليأس بل كانت تقوم من عثرتها بحال أفضل ما كانت عليه؛ وأرى أن مصر تحتاج عدة خطوات اصلاحية عاجلة تتمثل فى الآتى:
1-إصلاح أحوال التعليم وتطوير المناهج الدراسية مع الاهتمام الشديد بمواد اللغة العربية والتاريخ والتربية القومية والتربية الدينية والقضاء التام على الدروس الخصوصية باتباع وسائل مستحدثة وغير تقليدية منها توقيع غرامات على المدرسين المرتكبين لتلك الجريمة وصولًا إلى إحالتهم لوظائف إدارية بعيدًا عن التدريس.
2-إصلاح أحوال الثقافة المصرية عبر تطوير العمل بدور الثقافة الجماهيرية بما يمكنها من أداء الدور المرجو منها والاهتمام بنشر روائع الآداب العالمية فى كافة العلوم.
3- إصلاح الإدارة المحلية بكل شعبها وهذا يحتاج لمؤتمر قومى عاجل تشارك فيه كل الأطراف والجهات المعنية للوصول لسبل الإصلاح تمهيدًا لتنفيذها على وجه السرعة.
4- إنجاز وزارات مستقلة لتعمير سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية مع إعطائها كل الصلاحيات كى تتمكن من إنجاز دورها العظيم.
5- الاهتمام بالنظام الصحى ونشر الثقافة الوقائية والتوسع فى نظام التأمين الصحى وتقنين أوضاع العيادات الخاصة وإجراء التفتيش الدورى عليها وغلق العيادات المخالفة للإشتراطات المتطلبة مهنيًا.
6- الاهتمام بالعشوائيات واصلاح نظام المعيشة بها وهدم المناطق العشوائية التى تشكل بؤرًا إجرامية مع تأمين أماكن كريمة تليق بأهالى العشوائيات الذين عانوا أشد المعاناة فى الفترات السابقة.
7-الأخذ بنظام المؤسسات العقابية المفتوحة المعمول به فى الدول المتقدمة والاستفادة من هذا القطاع العقابى فى تنمية الاقتصاد القومى فضلاً عن إعادة تأهيل المساجين للانخراط فى المجتمع كأشخاص طبيعين بعد انتهاء مدد عقوبتهم.
8-تطوير ودعم الصناعة الوطنية عن طريق بعض التسهيلات لصغار الصناع ومنع استيراد السلع التى يمكن لمصر إنتاجها بكفاءة عالية.
9-الاهتمام بالزراعة وتطوير الوسائل المستخدمة فيها كى نصل للاكتفاء الذاتى فى السلع الغذائية الرئيسية.
10-الاهتمام بغرس القيم النبيلة والعادات المصرية الأصيلة فى نفوس النشء وإنشاء وزارة متخصصة تعنى بشئون الأطفال وتعمل على توفير الحماية اللازمة لهم ليكونوا نواة لرجال المستقبل القادرين على النهوض بمصر لمكانتها التى تستحقها.
المستشار علاء الدين إبراهيم محمود يكتب: مصر التى فى خاطرى
الأحد، 01 يونيو 2014 08:06 ص