أحمد الهمامى يكتب: "عن شعب مصر أشكرك سيدى الرئيس"

الأحد، 01 يونيو 2014 06:14 ص
أحمد الهمامى يكتب: "عن شعب مصر أشكرك سيدى الرئيس"           عدلى منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاء من شاء وأبى من أبى وأنكر من أنكر وادعى غير ذلك من ادعى فإن عبارة رجل الأقدار الشجاع ستظل هى العبارة التى ستسبق على الدوام اسم رئيس مصر السابق المستشار الجليل عدلى منصور فى ذاكرة التاريخ، فالقارئ الجيد لتاريخ هذا الرجل سيكتشف وبسهولة أن الأقدار هى ظل هذا الرجل الذى لم يفارقه طيلة حياته وسيقف مذهولاً أمام دورها العظيم الذى لعبته فى حياة أحد أشهر من تولوا رئاسة مصر فى تاريخها القريب وبخاصة فى فترة الست وعشرين يوماً السابقة لتوليه رئاسة البلاد فى الرابع من يوليو 2013 فحتى مساء السبت الثامن من يونيو 2013 لم يكن سوى القليلين فقط من أهل مصر هم من تنبهوا جيداً لاسم ولوجه هذا الرجل ذلك عندما وقف أمامه وأمام باقى زملائه القضاة الأجلاء أعضاء المحكمة الدستورية العليا المعزول مرسى ليؤدى اليمين القانونى لمنصب رئيس الجمهوية فى الثلاثين من يونيو 2012 ومضى السبت وأتى الأحد الموافق التاسع من يونيو 2013 وقام المعزول محمد مرسى فى صباح ذلك اليوم بالتصديق على قرار الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا بتعيين منصور كرئيس للمحكمة خلفاً للمستشار ماهر البحيرى والذى كانت ستنتهى رسمياً فترة رئاسته للمحكمة لبلوغه السن القانونية للتقاعد فى اليوم الثلاثين من الشهر ذاته (يوم قيام الثورة) !!وكانت الأيام فى تلك الأثناء تمر على مصر وعلى شعبها بطيئة غريبة رمادية مخيفة مع تباشير بعيدة لاحت فى أقصى سماوات الوطن لثورة قادمة غير مضمونة العواقب تباشير ثورة أضاعت ما تبقى من عقل المعزول مرسى وجماعته وزادتهم على غشاواتهم غشاوات فتلهّوا فى تهديد ووعيد الملايين الرافضين لهم من الشعب بدلاً من أن يقوموا بمحاولة إصلاح ما قد يمكن إصلاحه! وفى غمرة هذه التلاهى نسى المعزول أو تناسى دعوة رجل الأقدار ليحلف اليمين الدستورى أمامه كرئيس جديد للمحكمة الدستورية العليا وأتى يوم الأحد يوم الثورة الموافق الثلاثون من يونيو ونزل الملايين من شعب مصر فى كافة أرجاء المحروسة مطالبين بالخلاص، أو بالأحرى بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ومر الأحد وأتى الأثنين وبراكين الثورة لا تزداد إلا اشتعالاً وما من مجيب، وفى ذلك اليوم تولى المستشار عدلى منصور مهام منصبه القضائى الجديد رسمياً ( دون أن يحلف اليمين ) وتمر الساعات وتسير الأيام وتتصاعد الأزمة وتتعقد الأحداث وتزداد المطالب والمخاطر و... و.. و... وهنا تتدخل القوات المسلحة وتحمى الوطن وشعبه بالكامل بإعلانها التاريخى عن انحيازها للملايين المطالبة بالخلاص وتعزل مرسى وتعلن عن خارطة الطريق الجديد وتعاود الأقدار مرة أخرى تصعيدها لرجلها ولكن هذه المرة كان عطاؤها لرجلها أكثر سخاءً فبدلاً من أن يستدعى المستشار عدلى منصور ليحلف اليمين كرئيس جديد للمحكمة الدستورية العليا (كما كان ينتظر) تفاجئه وتفاجئنا أقداره باستدعائه فى الرابع من يوليو 2013 ليحلف يمينين يمين رئاسته للمحكمة الدستورية العليا ومن بعده بدقائق يمين آخر ألا وهو يمين توليه رئاسة الجمهورية! وانصاع رجل الأقدار كعادته لأقداره وتوكل على الله وقبل التكليف وتولى منصبه الجديد كرئيس مؤقت للبلاد فى ظرف استثنائى لا يمكن وصفه على الإطلاق سوى بالظرف الغاية الصعوبة وحاول الرجل قدر استطاعته فأصاب أحيانا وأخطأ أحياناً أُخَر و... و.. و.. ومرت الأيام وانتهت مهمة الرجل بعد أن بذل كل ما فى استطاعته من أجل أن ينجح فى العبور بنا وبسفينة الوطن من دوامات التيه التى كادت أن تبتلعنا جميعاً وطناً وشعباً إلى حواف منطقة الحزام الآمن وأبى الرجل أن يتركنا إلا عند النقطة الآمنه وتحديداً عند لافتة كبيرة مكتوب عليها (الطريق إلى نهاية خارطة الطريق) شرفاء مصر وأبناؤها وبناتها الأبرار لقد صار لزاماً علينا جميعاً ما حيينا أن نتوجه بالشكر وبصالح الدعاء لهذا الرجل وأن ننحنى تبجيلاً وعرفاناً وإجلالاً لشجاعته ولنبله ولتضحياته التى بذلها لأجل هذا الوطن وشعبه .. عن شعب مصر أشكرك سيدى الرئيس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة