أيام طويلة قضاها عم "إسماعيل خاطر" داخل ورشته الصغيرة، ممسكًا بشاكوشه فى محاولة لتطويه قطع المعدن الموجودة أمامه لتشكيل وجه الملك "توت عنخ آمون"، ليستطيع بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر تشكيل أربعة نماذج للقناع الذهبى للملك الصغير.
عم "إسماعيل" الذى تجاوز العقد السادس من عمر، الذى يعمل فى صنعة "دق المعادن" منذ أن كان فى الخامسة من عمره، سالكا طريق إخوته الذين يكبرونه سننا، ليعمل كصبى فى بداية حياته ثم يصبح "صنايعى" فى الثامنة عشر من عمره، يتحدث عن مهنته وعن فن "الدق على المعادن" فيقول: "الصنعة دى موهبة من عند ربنا، فى إنك تزين أى قطعة معدن من خلال الطرق عليها، لأن الزينة والصنعة فى دقة الشاكوش فى المكان المناسب".
وعلى الرغم من عمل "عم إسماعيل" فى تزيين قدر الفول وباقى المنتجات النحاسية العادية، إلا أنه كان يمتلك موهبة فنية فى صناعة التحف والتماثيل، بداية من صغره عندما صنع تمثالا صغيرا من الصفيح للرئيس السادات بكامل أوصافه حتى وصوله لصنع الأربعة نماذج لقناع الملك توت عنخ آمون، التى استغرقت منه أكثر من ثلاثة أشهر، بين محاولات فاشلة وناجحة حتى استطاع إخراجه فى النهاية، يقول: "قعدت أحاول وأجرب، فشل منى أكتر من 4 مرات، ومعرفتش أظبطه، لكن فى النهاية قدرت أعمله"، مضيفا أنه صمم العديد من النماذج الفرعونية الأخرى مثل تمثال لكيلوبترا ولوحة نحاسية للملك مينا.
"موت الصنايعية، وعدم وجود بديل لهم" هو العامل الأكبر الذى يراه عم إسماعيل سبب فى اندثار المهن اليدوية، خاصة أن شباب الجيل الحالى لا يقبلون على الصناعات اليدوية فهم يبحثون عن المكسب السريع، يقول "زمان كان عندى فى الورشة 4 صنايعية و5 صبيان، لأن الشغل كان كتير، لكن دلوقتى مفيش غير أنا وولادى الاثنين، والشغل على القد".
بالصور.. عم "إسماعيل" يحاكى الفراعنة بتصميم 4 أقنعة لـ"توت عنخ آمون"
الجمعة، 09 مايو 2014 05:05 م
إسماعيل خاطر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة