"مصائب قوم عند قوم فوائد".. لعله المثل الأفضل الذى يعبر عن لسان حال عم "طه محمد" صاحب ورشة تصنيع "فناطيس الجاز" التى تستخدم كمعايير لقياس الكمية المباعة، ففى الوقت الذى أصبح فيه انقطاع الكهرباء وأزمة البنزين مظهرا ثابتا فى حياتنا اليومية، أصبح الجاز والبنزين أفضل الحلول لمواجهة هذه الأزمة، وهو ما ساعد على ازدهار المهنة مرة أخرى بعد اختفائها.
عم "حسين" الذى بدأ فى تعلم المهنة منذ أن كان طفلا يأتى لورشة والده بعد المدرسة إلى أن شرب "الصنعة"، ويقول "مهنة والدى كانت من المهن المهمة جدا لكل بيت إلا أنها بدأت فى الاختفاء بعد انتشار الكهرباء فى كل البيوت المصرية شأنها شأن المهن اليدوية التى لم تستطع الصمود فى وجه تكنولوجيا العصر الحديث، إلا أن وجود أزمة والكهرباء جعل الطلب على والجاز يتزايد، وهو الأمر الذى ساعد على الاحتياج للفناطيس كونها الوسيلة الوحيدة لمعايرة الجاز".
طريقة صناعة هذه "الفناطيس" بسيطة كما يقول عم "طه" بداية من عملهم على ألوح مصنوعة من الصاج ثم قصها وفقا "لأصطمبات" معينة، ثم يتم لحامها جميعا معا للخروج بشكلها المعروف، ثم تضاف إليها "الرقبة" ثم القاع، ثم يتم لحامها بمادة "الأزير" لكى تصبح متماسكة.
"مش هخلى عيالى يشتغلوا فى الشغلانة دى، لأنها مش جايبه همها، دى عمرها زى عمر البابور الجاز، خلاص راحت عليها، حتى لو عاوزين يبقوا صنايعية يشتغلوا فى أى حاجة تانية" بهذه الكلمات حدد عم "طه" مصير ابنيه الاثنين اللذين يدرسان بالمرحلة الإعدادية، بعد أن شق عليهما أن يعانيا من صعوبة هذه المهنة.
أزمة انقطاع الكهرباء تُعيد شباب ورشة عم "طه" لتصنيع "فناطيس الجاز"
الجمعة، 09 مايو 2014 10:12 م
ورشة عم "طه" لتصنيع "فناطيس الجاز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة