المعرفة هى الإدراك والوعى وفهم الحقائق أو اكتساب المعلومة عن طريق التجربة أو من خلال التأمل فى طبيعة الأشياء وتأمل النفس أو من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم، المعرفة مرتبطة بالبديهة والبحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات.
المعرفة يحددها قاموس أكسفورد الإنجليزى بأنها: (أ) الخبرات والمهارات المكتسبة من قبل شخص من خلال التجربة أو التعليم ؛ الفهم النظرى أو العملى لموضوع ، (ب) مجموع ما هو معروف فى مجال معين ؛ الحقائق والمعلومات، الوعى أو الخبرة التى اكتسبتها من الواقع أو من القراءة أو المناقشة, (ج) المناقشات الفلسفية فى بداية التاريخ مع أفلاطون صياغة المعرفة بأنها "الإيمان الحقيقى المبرر". بيد أنه لا يوجد تعريف متفق عليه واحد من المعارف فى الوقت الحاضر، ولا أى احتمال واحد، وأنه لا تزال هناك العديد من النظريات المتنافسة.
التعليم والتربية هو بناء الفرد ومحو الأمية فى المجتمع، وهو المحرك الأساسى فى تطور الحضارات ومحور قياس تطور ونماء المجتمعات فتقيم تلك المجتمعات على حسب نسبة المتعلمين بها.
وقد ذكر ابن خلدون فى مقدمته أن "الرحلة فى طلب العلوم كمال فى التعليم"، وأضاف بأن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما ينتحلون به من المذاهب والفضائل تارة علما وتعليما وإلقاء وتارة محاكاة وتلقينا مباشرة.
هذا هو الفرق بين التعليم والمعرفة فالمعرفة أشمل وأعم، وعندنا متعلمين لا يستطيعون كتابة أو قراءة صفحة من كتاب بدون أخطاء إملائية أو تلعثم فى القراءة، وعندنا أهم شىء أن تحصل على شهادة علمية وفقط، وفى بعض الأحيان قد تسأل طالب بعد الامتحان بيوم فتجده قد نسى كل شىء قد كتبه أول أمس.
فقديما كنت تستطيع التفريق بين من هو طالب فى جامعه أهلية أو جامعه أزهرية أو إذا كان درعميا عندما يبدأ بالكلام، أما الآن فانك ترى خريج جامعات وكليات متخصصة فى اللغة العربية ينصبون المبتدأ ويجرون الخبر، كما أنك إذا تتبعت القنوات الفضائية صدمت من بعض قارئ النشرات الإخبارية من كيفية قراءتهم للغة العربية.
وليس اللغة العربية فقط التى انهارت وإنما كل العلوم والمعارف ، فقد كان قديما تجد أنواع مختلفة من التعليم ولكنها كانت مبنية على المعرفة ، على كيف تحصل على المعلومة بنفسك ، فقد كانت الأبحاث ومكتبة المدرسة أو الجامعة يشكلان المحور الرئيسى فى التعليم، فعن طريقهم كان الطالب يقوم بالبحث عن المعلومة لاستخلاصها.
كما أنه كانت الكتب المدرسية جذابة للطالب وكانت تواكب العصر، فعلى سبيل المثال قبل ثورة 23 يوليو كان خريج الطب من الجامعات المصرية لا يتم معادله الشهادة فى إنجلترا وإنما كان يمارس الطب مباشرة، ولكن بعد أن تراجع مستوى التعليم فى مصر اشترطت إنجلترا على معادلة الشهادة لتكون متوافقة مع خريج الطب فى إنجلترا.
والعملية التعليمية تعتمد فى المقام الأول على المدرس، الذى يجب تأهيله لكى يستطيع ممارسة عمله وهو على علم بأحدث النظريات الحديثة فى التربية أو فى المادة التى يقوم بتدريسها، والطالب الذى يتلقى هذه المعلومات فيجب تدريبه وتأهيله لا ليكون مستقبلا لكل المعلومات غير فعال فى الحصول عليها، فيجب أن تكون المكتبة والتقنيات الحديثة كالإنترنت جزءا من العملية التعليمية للحصول على المعلومة، كما أن المكان الذى يتم تلقى العلم فيه ألا وهى المدرسة يجب أن يكون جاذبا للطالب أو تكون الفصول بها أعداد تمكن المدرس من الاهتمام بكل طالب.
ويجب أن يهتم المدرس بالمعرفة وبناء فرد قادرا على استخلاص المعلومة من مصادر متعددة، ويكون المدرس دوره توجيه الطالب لهذه المصادر، لا أن يكون المدرس مهتما بإنهاء المنهج أكثر من اهتمامه بمدى استفادة الطلاب من هذا المنهج ، وعدد الطلاب الذى فهموا واستوعبوا ما تلقوه من معلومات.
وأخيرا أرى أننا إذا نظرنا للمعلم كما ينظر له اليابانيون فأننا على مشارف إقامة دولة عصرية حديثه، فقد سُئل إمبراطور اليابان ذات يوم، عن أسباب تقدم دولته فى هذا الوقت القصير، فأجاب: «بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسى وراتب الوزير».
طه حسين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبن البـــلد
وعايــزنا نرجــع زى زمــــــان
التعليق فووووووق يا شعب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ومحمد ابراهيم !!..........مهندسين رى !!
مش لمّا يرجّعوا ؟؟.................وزارة الاشغال العمومية ؟؟!!!!!!!! الأول !!
فوق !!