دراسة: تلوث الزراعة بثانى أكسيد الكربون يقلل عناصر التغذية

الأربعاء، 07 مايو 2014 10:23 م
دراسة: تلوث الزراعة بثانى أكسيد الكربون يقلل عناصر التغذية محاصيل زراعية
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفاد باحثون اليوم الأربعاء أن ارتفاع مستويات ثانى أكسيد الكربون فى الجو ربما يخفض جودة المكونات المغذية لبعض من أهم المحاصيل الزراعية فى العالم، جاء ذلك بعد تجارب أجروها تحاكى الظروف المناخية المتوقع أن تسود فى منتصف القرن.

وتبين أن اثنين من المكونات الغذائية هما الزنك (الخارصين) والحديد كميتهما أقل فى القمح والأرز وفول الصويا والبازلاء التى تزرع فى حقول الهواء الطلق، حيث وفر العلماء أجواء فيها تركيز من ثانى أكسيد الكربون بمستوى يتوقع أن تصله الأرض قرب عام 2050. وهو 550 جزء لكل مليون.

وزرع العلماء 40 نوعا من ستة حبوب وبقوليات مختلفة ويشمل ذلك الذرة والذرة الرفيعة فى سبعة مواقع فى ثلاث قارات فى اليابان وأستراليا والولايات المتحدة.

وقال أندرو ليكى أستاذ بيولوجيا النباتات فى جامعة إيلينوى وهو أحد الباحثين "هذا أمر مهم لأن نحو مليارى شخص فى مختلف أنحاء العالم يحصلون على معظم هذين العنصرين الغذائيين (الزنك والحديد) من خلال تناول (منتجات) المحاصيل."

وقال الباحثون، إن هذه النتائج تشير إلى واحد من التهديدات الصحية المهمة التى تبين أنها مرتبطة بالتغير المناخى.

وقال الدكتور صامويل مايرز من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد الذى قاد الدراسة المنشورة فى دورية نيتشر، إن هناك بالفعل مشكلة صحية كبيرة فى العالم نتيجة لعدم تناول كمية كافية من الزنك والحديد.

وأشار مايرز إلى أن نقص الزنك يؤثر على جهاز المناعة ويجعل الناس أكثر عرضة للوفاة المبكرة جراء أمراض كالملاريا والالتهاب الرئوى والإسهال، وقال مايرز إن نقص الحديد يؤدى إلى ارتفاع نسب الوفاة أثناء الولادة وفقر الدم وتراجع معدل الذكاء وتراجع الإنتاجية فى العمل.

وسعى العلماء إلى قياس تأثير التغير المناخى على النوع البشرى فى العقود المقبلة بما فى ذلك تأثير مستويات ثانى أكسيد الكربون التى ترتفع جراء حرق الوقود الحفرى منذ مجىء الثورة الصناعية، ويبلغ تركيز غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو حاليا نحو 400 جزء من كل مليون جزء. وهو فى تصاعد، وتوصلت الدراسة إلى أن القمح الذى ينمو تحت مستويات مرتفعة من غاز ثانى أكسيد الكربون تقل فيه نسب الزنك بنسبة تسعة فى المائة وتقل فيه نسب الحديد بنسبة خمسة فى المائة بالمقارنة بالقمح الذى ينمو فى الظروف العادية. وتقل نسبة الزنك فى الأرز الذى ينمو تحت مستويات مرتفعة من ثانى أكسيد الكربون حوالى ثلاثة فى المائة، ويقل الحديد فى ذلك الأرز بنسبة خمسة فى المائة.

وفى القمح والأرز كان محتوى البروتين أقل فى المحاصيل التى نمت فى ظل مستويات مرتفعة من غاز ثانى أكسيد الكربون، وظلت المكونات الغذائية فى الذرة الرفيعة على حالها بعدما نمت فى ظروف فيها مستويات مرتفعة من الغاز. وعلل الباحثون ذلك بالقول إن تلك المحاصيل تقوم بنوع من البناء الضوئى يركز ثانى أكسيد الكربون فى أوراقها.

وحاكى العلماء المستويات المرتفعة من تركيز ثانى أكسيد الكربون فى الهواء باستخدام نظام يعرف باسم الإثراء الحر لتركيز الهواء (فيس). وهو نظام يقوم على إخراج ومراقبة وتعديل مستويات ثانى أكسيد الكربون من أجل محاكاة الظروف التى ستسود فى المستقبل.

وقال ليكى إن الأرز والقمح وفول الصويا أنتجت مزيدا من السكريات من خلال البناء الضوئى فى الظروف التى تحاكى المستقبل وأنتجت بذورا أكثر بنسبة 15 فى المائة من الظروف الطبيعية ولكن محتوى الزنك والحديد كان أقل.

وأشار إلى أن هناك حاجة لمزيد من العمل لتحديد تفاصيل الأسباب التى تجعل المستويات المرتفعة من غاز ثانى أكسيد الكربون تقلل الزنك والحديد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة