قالت مجموعة الأزمات الدولية، إن حزب الله استثمر كل طاقاته فى الدفاع عن الرئيس السورى بشار الأسد، مشيرا إلى أن دعمه للنظام السورى تجاوز حدود المخاطرة بمكانته الأخلاقية وجاذبيته العابرة للطوائف، مؤكدًا أن مساهمته بالغة الأهمية إذ مكنت قواته من إعادة الزخم المتلاشى للنظام ومكنته من تحقيق التقدم النسبى، الذى يتمتع به اليوم.
تشير مجموعة الأزمات الدولية فى تقرير، منشور على موقعها الإلكترونى، نهاية الأسبوع المنصرم، إن انخراط حزب الله فى سوريا يشكل تهديدًا للحزب بل للبنان والعالم العربى الأوسع، إذ عمق هذا التدخل الانقسام الطائفى الإقليمى، وغذّى التطرف نفسه الذى يرمى الحزب إلى محاربته، وأدى إلى تلاشى شرعيته بين شرائح من المجتمع كانت تدعمه فى السابق.
وتضيف أن من خلال تصوير معركته على أنها هجوم استباقى على التكفيريين، فإن حزب الله صبغ جميع شرائح المعارضة، وفى الواقع جميع السنة، بفرشاة التطرف السوداء، إذ بالغ فى توصيف مذهبية المعارضة السورية، كما خصومه المحليين، وبالتالى فاقم من هذه المذهبية.
وترى أن الحاضنة الشعبية التى كان يعتبرها الحزب بمثابة عمق استراتيجى له، قد تضاءلت، وكذلك السمعة التى كان قد حققها لنزاهته الأخلاقية، وتكمن المفارقة هنا فى أن تعزيز حزب الله لجبهته الشرقية قد جعله أكثر هشاشة.
ويقول التقرير إن هذه التطورات لا تبشر بالخير بالنسبة للبنان، الذى يعتمد رفاهة على العلاقات بين الكتل السياسية والمجموعات الطائفية فيه، وقد تم احتواء الصدامات المذهبية التى مرت بها البلاد عام 2013 ومطلع عام 2014 تحت مظلة ما يعرف بـ "الخطة الأمنية"، لكن هذه الهدنة مؤقتة على الأرجح، مع شعور سنّة لبنان بالإحباط، وحرص الشيعة على عدم خسارة المكاسب التى حققوها خلال العقود الماضية ووقوع المجموعات الأخرى بين الطرفين، فإن التصعيد الذى شهده هذا العام ما هو إلا مقدمة لما سيحدث إذا انهارت الاتفاقية الأمنية، ففى بلد طالما اشتكى من الشلل السياسى، فإن غاية ما يأمل فيه كثيرون الآن بات استمرار هذا الركود، بوصفه أفضل السيناريوهات.
ولسوء الحظ، يخلص التقرير، أن ما هو ضرورى، ليس فقط من أجل لبنان بل أيضا من أجل المنطقة بأسرها، من غير المحتمل أن يحدث، مشيرا إلى الإحجام عن الخطاب المذهبى وسحب جميع المقاتلين الأجانب من سوريا وطرده.
مجموعة الأزمات الدولية:دعم حزب الله للأسد يشكل تهديدا للمنطقة بأسرها
السبت، 31 مايو 2014 03:53 م