عندما يصل الرجل إلى ما بعد منتصف العمر، سيلاحظ من يعيشون معه وجود تغيرات معينة فى أسلوبه، انفعالاته، ردود أفعاله ومظهره، أما المرأة فقد يتغير سلوكها بالكامل.
تقول آية العزب، الاستشارى الأسرى والتربوى، عندما تحدث تلك التغيرات غالباً ما تحللها الزوجة إلى تقدمه فى السن، فنسمعها تقول مثلاً "كبر وخرف"، وما شابه، وذلك قد يحدث عندما يحتد الخلاف بينهما أو بين أحد الأولاد على شىء بسيط، أو أحداً منهم ينتقد تصرفاته وينفعل على ذلك، وقد يقاطعهم جميعاً بسبب هذا.
وليس هذا هو السبب الحقيقى، وإنما لأنه بتقدمه فى العمر أصبح غير قادر على فعل أشياء كان باستطاعته فعلها من قبل، أو عند إصابته بمرض معين من الأمراض التى تقيد المريض بأشياء معينة فى تناول أنواع معينة من الطعام والشراب "كالسكرى" مثلاً، خاصة لو تغير مظهره وكان مهتماً جداً به بشكل كبير فى شبابه.
وتكمل آية، الرجل فى هذه الحالة يكون كالطفل العنيد الذى يتربص برأية على لا شىء، تعبيراً عن غضبه الكامن داخله، ولذلك ينبغى على الزوجة والأولاد (إن وجد) أن يزيد اهتمامهم به أكثر لتعويضه عن مشاعره السلبية تلك، فيتحول الغضب هذا الذى بداخله إلى مشاعر امتنان وتقدير لما يفعلوه من أجله وسيحاول هو بدوره أن يكون أكثر لباقة وتقديراً.
وتضيف آية، هذه المرحلة فى عمر المرأة تكون مختلفة،أما فى حالة انكار لمرحلتها العمرية، ودائمة المقارنة بينها وبين الشباب الأصغر منها سناً، سينعكس هذا بوضوح على شكلها وسلوكها وانتقائها لملابسها، وفى حالة تلك المرأة ينبغى على من حولها ألا يوجهوا لها النقد اللاذع، بل ينبغى عليهم غمرها بالاستحسان لأن هذا هو ما تنشده بسلوكها ذلك.
ويمكنا أن نفسر ذلك بأن تلك المرأة كانت تفتقد فى وقت شبابها باستحسان الشريك، فأدى ذلك إلى تدهور الوضع وشذوذ سلوكها عند وصولها الى تلك المرحلة، أو ستكون فى حالة وقار عمرية وقناعة، وتلك المرأة لها احتياجات عاطفية أيضاً تحتاج للدعم والتقدير من الشريك، ومن أولادها وأحفادها أن وجد، وأن يشعروها أن كلامها محط اهتمام وتصرفاتها محل احترام، وأيضاً أن يشعروها أن تواجدهم حولها لأنهم هم من يحتاجونها، حتى لو كان العكس هو الصحيح، ذلك سيكون له أثر السحر على نفسها وستشعر أنها ملكة فى وسط رعاياها.
استشارى أسرى: تغيرات مرحلة منتصف العمر تختلف من الرجل للمرأة
السبت، 31 مايو 2014 12:03 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة