قال الكاتب الكبير يوسف القعيد إن الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور (3 مايو 1931 – 13 أغسطس 1981) مات حينما رأى بعينيه أن مكتبه تحول لسلخانة لتعذيب المعارضين لمشاركة إسرائيل فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 1981 من قبل قوات الأمن فى ذلك الوقت.
وقال يوسف القعيد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه فى هذه اللحظة تحديدًا مات صلاح عبد الصبور داخليًا، على الرغم من أنه لم يكن له أى دخل فى مشاركة إسرائيل فى المعرض لا من قريب أو من بعيد، مشددًا على أنه هذا القرار كان سياسيًا ولا دخل لوزارة الثقافة فيه، وأن من اتخذه فى ذلك الوقت كانت وزارة الخارجية.
وأشار "القعيد" إلى أنه حينما وصل صلاح عبد الصبور إلى مكتبه فى المعرض وجد أن الأمن يقوم بتعذيب عدد من الشباب ممن تظاهروا للتعبير عن رفضهم لمشاركة إسرائيل فى المعرض، وأدهشه أن مكتبه تحويل لسلخانة تعذيب لإجبار الشباب على الاعتراف بأسماء زملائهم ممكن شاركوا أيضًا معهم فى المظاهرات وفروا هاربين، مضيفًا، هذه الواقعة تحديدًا أثرت كثيرًا فى نفس صلاح عبد الصبور.
وأكد "القعيد" على أن صلاح عبد الصبور أبلغه أكثر من مرة أن حلم حياته أن يستقيل من عمله الحكومى وأن يتفرغ لكتابة الشعر والمقالات، مشددًا على أنه ليس صحيحًا ما يردده البعض أنه كان يطمح أن يكون وزيرًا للثقافة.
ومن المواقف الشخصية، يتذكر "القعيد" أنه ذهب فى يوم خميس إلى صلاح عبد الصبور فى مكتبه بهيئة الكتاب، وحينما هم بالانصراف سأله "عبد الصبور" عن وجهته، فأبلغه أنه متجه إلى بلدته وهى الضهرية مركز إيتاى البرود محافظة البحرية، فطلب "عبد الصبور" منه أن ينتظره ويوصله بسيارته الشخصية لا بسيارة الهيئة، وفى المسافة بين طنطا وبنها نظر "عبد الصبور" إلى المقعد الخلفى فى سيارته وحقيبتها فوجدها ممتلئة بالأوراق، وعلى الرغم من أهمية هذه الأوراق باعتبار أن أغلبها تخص رئيس هيئة الكتاب قام "عبد الصبور" بإلقاء كل هذه الأوراق تحت أسفل شجرة، وهو موقف رآه "القعيد" أنه يرمز لشاعر يتخلص من هموم الدنيا.
موضوعات متعلقة
من صلاح عبد الصبور للشعب: لن ينجيَكم أن تختبئوا تحت وسائدِكم
