الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "الخجل الاجتماعى"

الثلاثاء، 20 مايو 2014 10:09 م
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "الخجل الاجتماعى" الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك شخصيات متميزة وجذابة ومحبوبة تتمتع بكل الصفات الجميلة، ومع ذلك نجدها تتسم بالخجل الاجتماعى عندما تتواجد فى مكان مع أشخاص غرباء، هذا الخجل يتسبب أحياناً فى مواقف محرجة لها، فيؤدى إلى عدم رغبتها فى الاختلاط بالناس، وتحفظها فى علاقتها بالآخرين.

ينشأ الخجل من خلال البيئة والسلوك، السبب الرئيسى تربية الأهل فى مرحلة الطفولة، وحثهم لأبنائهم بعدم التحدث مع الغرباء، فهى بمثابة رسالة واضحة، تلازمهم طوال سنوات عمرهم، فيحيطون أنفسهم بأسوار عالية، يخجلون من الحديث مع الغرباء، مما يسبب لهم عائق فى حياتهم فى التعامل مع الآخرين، يشعرون دائما أن حكم الآخرين عليهم سيكون سلبى، فيبتعدون عن الناس ويخشون مواجهتهم، حتى لا يتمكنوا من تقييم شخصياتهم والحكم عليها، لذا يرفضون الكثير من الدعوات التى توجه لهم، وبالتالى يعيشون فى عزلة عن المجتمع.

الشعور بالخجل يظهر عادة فى مرحلة المراهقة، فنجد مشاعر من الضيق حين يضطر للحديث مع شخص غريب، الشعور بالحرج فى المناسبات الاجتماعية، عدم القدرة على تبادل الحديث، تصاحبها بعض الأعراض مثل زيادة نبضات القلب، العرق الزائد فى اليدين، جفاف الحلق والفم، الارتعاش، عدم الثبات الانفعالى والشعور بعدم الأمان والإحراج.

من الناحية النفسية نجد لديه عدم ثقة بنفسه، ثقته بالغير محدودة، لا يتمتع بالصداقات والحياة الاجتماعية، شعوره الدائم بعدم الرضا عن نفسه، عدم القدرة على المواجهة والتردد، الخوف من عدم تقبل الآخرين له، السخرية منه والشعور بأنه لا يملك مهارات اجتماعية.

لكى نتخلص من الشعور بالخجل علينا أن نبدأ بالتواصل مع الآخرين، نحاول أن نكتسب الثقة بالنفس، نفتح حوار قصير بيننا وبينهم، يكون فيه نوع من تبادل الحديث، نختار موضوع من موضوعات الساعة، نتجنب الإجابة بنعم أو لا، لنعطى فرصة للآخرين للتفاعل، تبادل الآراء واستكمال الحوار، نعطى بعض التفاصيل البسيطة التى توضح وجهة نظرنا عند الإجابة على أى سؤال يوجه لنا، محاولة الحديث بصوت واضح مسموع للجميع يساعد على التخلص من الشعور بالخجل، الاستماع والإصغاء للآخرين باهتمام، الابتسامة أثناء الحديث تعطى انطباعا بالثقة بالنفس والقدرة على التحدث دون خجل.

إذا تغلب الشعور بالخجل علينا سيضعنا فى مواقف محرجة وعدم قدرة على مواجهة الآخرين، فلا يجب أن نستسلم لهذا الشعور، بل نحاول أن نستمتع بحياتنا ونتصرف بشكل طبيعى، لا نهتم كثيراً برأى الآخرين ما دمنا مقتنعين بما نقوله ونفعله، دائما نهتم برأينا فى أنفسنا أكثر من اهتمامنا برأى الآخرين فينا، لا نفترض الأسوأ أو نخشى من تقييم الناس لنا وحكمهم علينا، إذا شعرنا بعدم قدرتنا على مواجهة الخجل والتواصل مع الآخرين، علينا ألا نتردد فى طلب المساعدة من الطبيب النفسى، فالحل بسيط حتى لا يعيق حياتنا ومستقبلنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة