حارة الروبابكيا هى قبلة هواة بيع وشراء الأنتيكا التى تسكن بداخلها الحكايات كما يقول "صبرى الحسينى"، الذى ورث محل الروبابيكيا من جده ووالده: "ورثت هذه المهنة عنهما، وعشقتها ولم أفكر فى تغييرها على الرغم من قلة الأشخاص الذين يعملون بها، إلا أننى فخور بها فقد وهبتنى ملكة قراءة الوجوه ومعرفة طباع الأشخاص".
تمتلئ الحارة بمحلات الروبابيكيا، التى يتوافد إليها سريحة جمع "الروبابيكيا"، الذين تصب حصيلة يومهم فى الحارة، والتى يصفها "صبرى": "فيها ما ينفع ويقتنى وأغلبه لا فائدة منه، أصل الناس أصبحت تعرف معنى الأشياء القديمة، ويضحك وهو يقول "أصل الجديد مش شديد".
يستعرض صبرى كنوزه ومقتنياته الثمينة من الأنتيكا: "أتذكر عندما عملت مع والدى كان ما يعرض علينا من "روبابيكيا" أشياء قيمة ولها ثمن، منها أطباق ونياشين فضة، وتحف منازل اليونانيين عندما قررنا ترك مصر، ولدى بعض هذه الأشياء إلى الآن فهى تاريخ بشرى، ومن أقيم محتويات محلى التى لا أنتوى بيعها، صور بعض بشوات زمان ذات البراويز القيمة، لوح الحوارى القديمة، ومجموعة من الصوانى والأدوات النحاسية التى كانت تستخدم فى بيوت البشوات".
كنوز "صبرى" وجيرانه فى حارة الروبابيكيا ليست محط أنظار هواة الأنتيكا فقط كما يقول البائع: "حضر إلى أكثر من مؤلف تليفزيونى لاستعارة بعض القطع من محلى، لاستخدامها فى مسلسلاتهم عندما يكون فيها مشاهد ذات صلة بفترة زمنية قديمة، فأنا لا أعتبر نفسى "بائع روبابيكيا" بل جامعاً لها وموثقاً للتاريخ".









