على هامش حياتنا السريعة وشبكات الإنترنت المتواصلة مع الهواتف الذكية والتطبيقات الحديثة.. مازالت رحلته اليومية التى بدأت قبل أربعين عاما مستمرة بين شوارع وأزقة وسط البلد، بجرائد اليوم يقطع "عم عبد السلام"- أقدم بائع جرائد سريح- رحلته اليومية منادياً بصوت أجش "اقرى الخبر"، فى رحلة تبدأ من الثامنة صباحاً، لم يقطعها "عم عبد السلام" رغم انقراض المهنة.
بين تفاصيل المانشتات العريضة تشكلت حياة عم "عبد السلام ربيع" الذى يفك الخط بالكاد، وتستقر تفاصيل أهم لحظات مصر التاريخية بين يديه كل يوم لينقلها من الوزير إلى الغفير، ويعيش تاريخ الصحافة العريض بكل رموزه وعناوينه التى غيرت مجرى حياة مصر منذ عام 73 حين بدأ رحلته وحتى الآن.
"عمرى ما غيرت معادى ولا رحلتى من أربعين سنة ولحد النهارده.. يبدأ من شارع التحرير للفلكى وبلف لحد سوق الاتنين فى عابدين"، يقول الرجل بابتسامة ببشوش لم تفارق وجهه هى الأخرى رغم كآبة وحزن ما يحمله كل يوم ويتابع "الأحداث الصعبة هى اللى بتخلى الناس تشترى الجرايد.. أنا فاكر أكتر يوم بعت فيه فى حياتى كان يوم اغتيال "السادات"، وقتها كان الجرنال بالطابور زى الجمعية.. ودلوقتى البيع بأخبار التفجيرات والإرهاب.. لكن فى الآخر أحنا ما حيلتناش غير الضحكة لو حطناها وسط الأخبار يبقى نموت أحسن".
السريح فى الزمن السريع يقع بالتأكيد فى الكثير من المتاعب.. فبينما كان الزبائن ينتظرون صوته قادما من نهاية الشارع لمعرفة آخر الأخبار قبل سنوات أصبحت جلجلة صوته الآن والتفنن فى الهتافات هى الدافع وراء شراء الجرائد الورقية ويقول "الشغلانة اتغيرت طبعا والناس ما بقتش تشترى الجرايد زى زمان.. الإنترنت ورفع أسعار الجرايد خلا الشغلانة صعبة.. وأنا تقريبا آخر واحد".
يلخص أهم ملابسات دفع الصحف نحو مبيعات عالية ويقول "أول ما بدأت أشتغل كانت مقالات حسنين هيكل هى اللى بتسوق المبيعات.. وبعدين كانت السيطرة للجرايد القومية وفى الغالب المبيعات بتقودها ماتشات الكورة وخصوصا الأهلى والزمالك.. وبعد الثورة أتنقلنا للجرائد الخاصة.. وتحديدا "اليوم السابع" وبعض الجرائد الخاصة الأخرى.. والأهم هو أخبار السياسة، ودلوقتى التفجيرات".
"عم عبد السلام".. أقدم بائع جرائد "سريح" فى وسط البلد
الإثنين، 12 مايو 2014 07:17 م