شاكر عبدالحميد: معرض رضا عبد الرحمن لوحة فنية تشبه النوتة الموسيقية

الإثنين، 12 مايو 2014 12:46 م
شاكر عبدالحميد: معرض رضا عبد الرحمن لوحة فنية تشبه النوتة الموسيقية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، أن معرض "الأسطورة" للفنان التشكيلي الكبير رضا عبد الرحمن، يشبه النوتة الموسيقية، واللوحة الفنية المستلهمة والتى يمكن أن تقرأها كما تقرأ النوتة الموسيقية، وهى تتحرك وراء الزمن وليست مرادفة للخيال، وأن قدرتها فى أن تعيش على الخط الفاصل.

جاء ذلك خلال لقاء الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، والفنان التشكيلى جمال لمعى ليتحدثوا عن العالم الساحر الملىء بالخيال والمغامرة والتشويق "عالم الأساطير"، بجاليرى مصر، أمس، مع أخذ المعرض التشكيلى المقام بالجاليرى للفنان رضا عبد الرحمن نموذجا للحديث.

وأوضح عبد الحميد أن الأسطورة تشير إلى الوقائع التى حدثت منذ زمن بعيد، وأن النمط الذى تصفه الأحداث يكون نمط غير محدد، ويعبر عن زمن منفتح وغير مرتبط بوقت، فهو الذى يجمع ما بين الماضى والحاضر والمستقبل.

وأشار "عبد الحميد" إلى أن مفهوم الأسطورة يرتبط بالأحلام والقيم الإنسانية، وأن الزمن فيها دائرى مثل الفصول الأربعة، ويكون به بطقوس معينة، وتحتوى أيضاً على رموز ولا يمكن أن نجد أسطورة بدون رموز ودور الأسطورة هى أن تفسر تلك الرموز.

وأضاف عبد الحميد أن العلاقة بين الملحمة والأسطورة علاقة تلاحم، وهناك بعض الباحثين يقومون بالتفرقة بينهم، فمن الممكن أن يكون الفن أسطورة، والأسطورة هى رؤية للعالم.

ولفت وزير الثقافة الأسبق إلى أن وظيفة الأسطورة تعمل نوع من الصراع بين الواعى والشروط السابقة على الوعى وهو التفكير المحدد المنطقى وهى الشروط الغريزية المرتبطة بالحياة والموت، وتمنح إطار يحيط بالأشياء التى حولنا وهى تقدم أجوبة للأسئلة التى لا تعطى الأجوبة.

وأضاف عبد الحميد أن فى مجال الفن التشكيلى هناك من قال أن الفن أقرب الوسائل للفن البشرية والأحلام والأساطير، والفنان "نيومن" على سبيل المثال أهتم أن تكون الخبرة نوعين هى الخبرة العادية التى تعبر عن حياتنا، والخبرة العميقة التى توجد فى الفن والحب والحلم، وأن الفن يستطيع أن يعمل الوصل بين العميق والعادى ويخرج الفن على شكل نحت أو رسم، والأعمال التى لا تكن قابلة للفن تخرج فن لان الفن يجعل الإنسان إنسان أخر مثل النار ليست فن ولكنها تقوم على صهر الأشياء ليخرج منها أشكال كثيرة وتصبح فن.

وأوضح عبد الحميد أن الفنان "بيومن" قال أن الفن يبحث عن الشىء الغائب ويستعين ويجدد، ويعمل على التقديم لكل مفتقد، ويحاول أن يستعيد، كل ما يخص الإنسان، والمكان مثل مبدأ الفرعون القديم فكان يقوم بكل شىء، وأن الفن يجعل العالم كله بداخلك.

وأكد عبد الحميد أن وهناك العديد من الرموز الذى يستخدمها الفنان فى أعماله، والرمز يعنى الإشارة التى يريد الفنان التعبير عنها بالرمز، وأن الفنان يفهم العالم الخارجى عن طريق التفسير البصرى من خلال لغة الشكل والرموز وهى أشياء أساسية فى أعمال الفن، ولا يمكن تفسير الرموز إلا إذا كانت مصاحبة لأداة مثل التى فى لوحات الدكتور رضا عبد الرحمن فيوجد بها من يشبه الصلاة أو الحوار أو وجود بعض النباتات، وبها أيضاً فكرة الموت والحياة.

ولفت إلى أن أهم الرموز المهمة فى معرض رضا عبد الرحمن هى رمز "المرأة، الحصان، الطيور، النباتات، الأسماك"، وأن فى عالم الأساطير المرأة رمز للأرض، وهو النبت الانثوى التى تواجه القوى العقلية الذكورية، وقد تكون نافعة كالماء التى الممكن أن تكون مدمرة كالسيول، أو تعطى الحياة وهى تؤثر على الرجل، ولكن المرأة فى المعرض وما يحيط حولها من أشياء كما لو كان المرأة حامية والطبيعة نفسها تحميها، ومن خلال هذا الحضور الخاص الغنى بالألوان يؤكد ان الأشياء المحيطة بها تحبها وتحميها ويؤكد أيضاً سيطرتها على المشهد، وفى اللوحات توحى بالثبات.

وتتطرق عبد الحميد لرمز أخر وهو الخيول وقال أن الخيول فى لوحات رضا عبد الرحمن يمثل الحياة والموت فى علم الأساطير ويعبر عن الحركة والفكر وحيوان ذو طبيعة غريزية ومرتبط بالطيران، مشيراً إلى رمز الطيور الموجود فى اللوحات وهو طائر أبو منجل وهى مرتبطة بدوافع الطموح والانجاز، وإقبال على الحياة والبهجة وهناك متعة حسية عند الطيور ومتكررة فى اعمل رضا عبد الرحمن، ويوجد فى اللوحات رمز النباتات والزهور وهى مرتبطة بالضوء والشمس، ويوجد فى اللوحات أحتفاء بأكثر من نوع للنباتات، والأسماك رمز الخصوبة والحياة المتجددة وأصل الحياة وترتبط بكل جواب الأم العظيمة والأرض، وكان الوجبة المقدسة لكثير من الناس قبل المسيحية، مشيراً إلى أنه إذا رسم السمك مع النبات فبذلك يعبر عن الدفن.

ومن جانبه قال الفنان التشكيلى جمال لمعى، أن معرض الدكتور رضا يوجد له مدخلين التشكيلى وهى تعنى الاستمرارية للتراث والفن واللغة التى بدأت من الألف السنين، وأن الجانب الأهم من الاستمرارية ان يكون له جانب من السعادة عن طريق الهرمونات.

وأوضح لمعى أن أعمال رضا عبد الرحمن عندما ننظر إليها سنجدها أعمال ما بعد الحدثية، وأمتلك المعالجات اللونية الرائعة ووجود اللون السائل فى اللوحة، وأيضاً الملمس الذى فى اللوحات واستخدامه خامات وألوان غير تقليدية مثل الدهانات توحى بأنه يستعير الشكل التراثى القديم.

وأضاف لمعى أن اللوحات فى معرض رضا عبد الرحمن تحرك زمان سياسى محدد، يوجد فبه صراع الحضارات، وهو عمل رائع لنجد من يمثلنا بالحضارة المصرية القديمة، وهو بذلك المعرض يريد إحياء تراث الوطن القومى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة