د. مصطفى الفقى يكتب: سوريا تحتل مكانة استراتيجية خاصة فى المنطقة.. نحترق كعرب كل يوم ونحن نتابع ما يجرى فى دمشق.. وما يجرى بها اليوم يصعب تصنيفه ضمن ثورات الربيع

الإثنين، 12 مايو 2014 07:55 ص
د. مصطفى الفقى يكتب: سوريا تحتل مكانة استراتيجية خاصة فى المنطقة.. نحترق كعرب كل يوم ونحن نتابع ما يجرى فى دمشق.. وما يجرى بها اليوم يصعب تصنيفه ضمن ثورات الربيع د. مصطفى الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الذين يعرفون «سوريا» جيدا لم يتوقعوا فى أسوأ الاحتمالات أن يصل الأمر فى ذلك البلد العربى الشقيق إلى ما وصل إليه، «فسوريا» حصن تاريخى للعروبة، ومنطلق للقومية، وفيها بدأت أول عاصمة للخلافة الإسلامية بعد «الفتنة الكبرى»، كذلك فإنها من الناحية الاستراتيجية بلد له أهمية خاصة، لأنها تقف على الحدود الشمالية للوطن العربى وتجاور دولا عربية وغير عربية، كما أن تلك الدولة المتميزة قد شهدت استقرارا مكتوما عبر العقود الأخيرة تحت حكم أسرة «الأسد» لذلك عندما انفجر الصراع ثار الشعب السورى مع قوة الدفع التى آلت إليه من أحداث «تونس» و«مصر» ثم «ليبيا»، ومع ذلك يصعب تصنيف ما يجرى فى «سوريا» على أنه جزء من أحداث «الربيع العربى» إذ إن «سوريا» حالة مختلفة بحكم تأثيرها الفاعل فى الصراع العربى الإسرائيلى، بل فى أحداث «الشرق الأوسط» عموما.

إنها الدولة التى اندمجت مرتين مع «مصر» الأولى فى عصر «محمد على» تحت ولاية ابنه «إبراهيم باشا» من عام 1831 إلى عام 1840 والثانية فى عصر الرئيس الراحل «عبدالناصر» 1958 – 1961، كما أن التاريخ الإسلامى يؤكد معنى المواجهة فى «سوريا» بين العروبة وغيرها فتولدت الحركة القومية ولم تكن المواجهة بين الإسلام وغيره، لذلك لم تتجذر الحركة الدينية مثلما هو الأمر فى «مصر» وغيرها من أقطار المنطقة، ولقد ظللنا لسنوات طويلة نرى فى الوضع اللبنانى انعكاسا لما يحدث فى «سوريا» ومازلنا حتى الآن نرى أن تلك العلاقة الطردية بين «دمشق» و«بيروت» مازالت قائمة.. إننا نحترق كعرب كل يوم ونحن نرى «سوريا» قد تحولت إلى أشلاء وضحايا حتى أصبحنا نتحدث عن «اللاجئين السوريين» بعد أن كانت بلادهم ملاذا لـ«اللاجئين الفلسطينيين»!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة