"الإيكونوميست": زيارة بابا الفاتيكان تحيل القدس القديمة لمدينة أشباح

تساءلت مجلة (الإيكونوميست) البريطانية عما إذا كانت بلدة القدس القديمة الصاخبة بالحياة ستتحول إلى مدينة أشباح لدى زيارة البابا فرنسيس الثانى بابا الفاتيكان إلى المدينة المقدسة فى 25 من الشهر الجاري؟

وقالت المجلة - فى تقرير على موقعها الإلكترونى /الاثنين/ - " إن البابا سيكون محاطا بتدابير أمنية مشددة تحول بينه وبين الناس وبالتحديد المسيحيين منهم حيث لن يتمكنوا من رؤيته ، إن إسرائيل قد حولت البقاع المقدسة إلى قواعد عسكرية، بحسب المتحدث باسم البابا".

وكانت السلطات الإسرائيلية قد اتخذت إجراءات أمنية مشددة تحسبا لزيارة البابا، ومن المقرر أن يتم نشر الآلاف من رجال الشرطة فى المدينة وما حولها خلال أيام الزيارة.

ولفتت المجلة إلى أن التوترات احتدت فى البلدة القديمة خلال الاحتفال بعيد الفصح أواخر الشهر الماضى حينما خصصت الشرطة الإسرايلية "كوتة" يجب أن يدفعها النصارى لزيارة "قبر المسيح"، كما حددت وقتا لتلك الزيارة، بالإضافة إلى إقامة حواجز فى وجه الحجاج المسيحيين.

ويقول الإسرائيليون إنه يتعين عليهم اتخاذ تدابير صارمة كونهم مسؤولين عن سلامة المحتفلين وتأمينهم، وقد مرت الطقوس الدينية الخاصة بـ"النار المقدسة" لهذا العام بدون وقوع ضحايا ، يُذكر أنه فى عام 1834 لقى المئات حتفهم جراء تدافعهم أثناء تأديتهم لهذه الشعيرة الدينية.

لكن كهنة كاثوليك يتهمون إسرائيل بالإفراط فى فرض التدابير الأمنية لتغيير هوية البلدة القديمة حيث تسمح لليهود بالتجول بحرية فى أرجائها بينما تقيد أعداد الحجاج المسيحيين.

ونقلت الإيكونوميست عن نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس القول " من دواعى السخرية أن تفتح إسرائيل أبواب القدس أمام الأجانب من السائحين ، بينما تغلقها فى وجه ملايين الفلسطينيين - مسيحيين ومسلمين".

وفى محاولة لتخفيف التوتر الذى يكتنف الزيارة البابوية، وافقت إسرائيل على بحث إمكانية أن يقيم الكاثوليك شعائرهم الدينية فى القاعة القائمة أعلى قبر داود بجبل صهيون، حيث تناول السيد المسيح عشاءه الأخير، حسبما أعلن الفرنسيسكان فى القرن الثالث عشر الميلادى.
ونوهت المجلة البريطانية عن تخلى الفاتيكان عن طلبه بأن تكون القدس كيانا منفصلا أو مدينة عالمية تماشيا مع قرار الأمم المتحدة الصادر فى 1947 قبل قيام دولة إسرائيل.
ويقول الإسرائيليون إن عدد المسيحيين فى إسرائيل يتزايد، بينما يتناقص فى الأراضى الفلسطينية وغيرها من العالم العربى.