"عم نصر" مكوجى خبرة 65 عامًا يتخوف من اندثار المهنة بسبب التكنولوجيا

الخميس، 01 مايو 2014 01:15 م
"عم نصر" مكوجى خبرة 65 عامًا يتخوف من اندثار المهنة بسبب التكنولوجيا "عم نصر" المكوجى
كتبت أمنية فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يفكر طيلة حياته أن يمد يده أو يغير من مهنته مهما قدمت، أسوأ ما فى عم نصر إبراهيم، الذى يعمل مكوجى منذ أكثر من 65 سنة، هو غضبه وأسوأ لحظات غضبه تلك التى يرى فيها أحد المارة يسير بملابس غير مكوية أو نظيفة، تشكلت أصابعه على مقبض المكواة، حتى باتت تعرف بمفردها طلبات عم نصر بدون أن يوجهها هو.

بنظرات حزينة يحكى عن مهنته: "توارثت المهنة عن أبى وجدى، حيث تعلمت منهما حب المظهر الجيد للآخرين، وكان المصريون قديماً يهتمون بمظهرهم لأنه هو ما يحدد مكانتك الاجتماعية، والإنسان المصرى مهما كانت طبقته الاجتماعية كان مظهره هو أول اهتماماته لأن الشعب بأكمله كان يعيش الحياة الحقيقية النظيفة التى يرغب فيها.

ويرجع ذلك الاهتمام للجاليات الأجنبية التى كانت تعيش فى مصر، حيث إنهم نقلوا ثقافة الاهتمام بالنفس والمظهر للمصريين ليخرجوا من منازلهم فى أبهى صورة.

ويستكمل، "قديماً كانت الأسرة تحضر كل ما هو قابل للكى فى المنزل إلى "المكوجى" بداية من "ملاية السرير" نهاية إلى القميص والبدلة، لأنهم كانوا يعتبرون أن المكواة هى عملية التطهير الأولى التى يمكنهم من خلالها التخلص من البكتيريا والجراثيم، لأن المكواة بحرارتها تقوم بعملية التعقيم الطبيعى للأقمشة المختلفة، والغسيل يقوم فقط بالتنظيف.

وكانت الطريقة القديمة رغم صعوبتها إلا أنها كانت تقوم بعمل كبير فى فرد الأقمشة بطريقة صحية وصحيحة فى الوقت نفسه، حيث كان تسخين المكواة عن طريق الفحم وليس الكهرباء، وهى أفضل طرق التسخين للمكواة اليد مقارنته بالمراحل والطرق الأخرى التى استخدمت فى كى الملابس.

وبعد توقف دقائق مع آلة الزمن عند عم ناصر، أضاف: "أشعر بالحزن والأذى الشديد بنفسى عندما أرى شخص يرتدى ملابس غير نظيفة أو مكواة، ويعتقد البعض الآن أن مهنة المكوجى هى مهنة سهلة ويمكن لأى شاب أن يحضر مكواة حديثة فى المنزل ويقوم هو بكى ملابسه، وهذا خطأ، لا توجد لديه الخبرة للتعامل مع مشكلات القماش، عند مشاهدة "بقعة" فى الأقمشة لا يستطيع أن يتعامل معها، ويضطر لأخذها إلى المغسلة، فى حين أن المكوجى لديه من الخبرة التى تمكنه من التعامل مع هذه المشكلات فى وقتها.

لدى 8 أولاد، و26 حفيداً، ربيت فى أبنائى حب العمل وأقوم بنفس المهمة مع أحفادى، ولم يحب مهنة المكوجى غير ابنى الصغير، ونتيجة حبه لها اكتسب سريعاً الكثير من الخبرات التى تعلمتها أنا من المهنة، ليسير على نهجى فى العمل من بعدى.















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة