فى غنوة وكلمتين تتلخص حدوتة عمال مصر بـ"حلوها ومرها"، والتى تشارك فى غزل خيوطها بيرم التونسى وصلاح جاهين وبديع خيرى وعم "نجم" وسيد درويش والعندليب وليلى مراد وشريفة فاضل، فأنتجوا لنا "دور يا موتور" و"يا حلاوة الأيد الشغالة" و"بدلتى الزرقا" و"الحلوة دى” وغيرها من عشرات الأغانى، التى يؤدى فيها عمالنا دور البطولة.
"الأسطى عطية".. أحد الأبطال الذين ظهروا فى أغنيات سيد درويش وأشهرهم "الحلوة دى” التى يخاطب فيها "عمال البدرية" و"يلا بينا على باب الله يا صنايعية يجعل صباحك صباح الخير يا أسطى عطية".
ففى فجر كل يوم تبدأ حكاية عمال مصر بدعوة تنتظر انفراج أبواب السماء عن "صباح الخير"، قبل أن ينطلقوا إلى الشوارع والورش والمصانع بحثا عن لقمة العيش، فيقابلهم ما يقابلهم من ظلم وتلطيم "طلع النهار فتاح يا عليم والجيب مفيهش ولا مليم مين فى اليومين دول شاف تلطيم زى الصنايعية المظاليم".
أما تفاصيل حياتهم الدائرة بروتين جامد وشاق كتروس الماكينات التى لا تتوقف عن الدوران، فتجدها حاضرة فى أشعار بيرم التونسى الذى ألف قصيدة كاملة للعامل المصرى يتكلم فيها بلسان العامل الشقيان " من الصباح للمسا، والمطرقة ف إيدى، صابر على دى الأسا، حتى نهار عيدى”.
نضالهم ودورهم الثورى كشريك أساسى فى صنع الثورات عبر عنه "الفاجومى" فى غنوه "شيد قصورك ع المزارع" حين كتب: "عمال وفلاحين وطلبة دقت ساعتنا وابتدينا.. نسلك طريق ملهش راجع والنصر قرب من عنينا"، كما عبر عن أحوال "الفعلا البنايين" فى قصيدة "إحنا مين وهم مين" :" هما بيلبسوا أخر موضة وإحنا بنسكن سبعة فى أوضة، هم بياكلوا حمام وفراخ وإحنا الفول دوخنا وداخ، هم بيمشوا بطيارات وإحنا نموت فى الأتوبيسات".
الفترة الناصرية كانت منبع أغلب أغانى العمال، وكان لها أهداف سياسية ترمى لتشجيع العمال على الالتحاق بالمصانع من خلال توقيرهم وتعظيم دورهم فغنت لهم ليلى مراد فى فيلمها "سيدة القطار" من كلمات بيرم التونسى: "دور يا موتور يا اللى بتلعب أعظم دور.. عصر الصنعة ده عصر النصر والبسى تاج النصر يا مصر"، وتغنت بحلاوة "الإيد الشغالة" شريفة فاضل:" يا حلاوة الإيد الشغالة ورونا الهمة يا رجالة.. المكن داير من شوقه بيقول أحلى قواله.. ياحلاوة الإيد الشغالة.. قسم يا مكن قول سمعنا كلامك حلو وله معنى." ووجه "عبد العزيز محمود" مليون سلام للعمال:"مليون سلام يا مبدلين الخوف أمل، مليون سلام يا مبدلين النوم عمل، مليون سلام يا مكسرين بطن الجبل، فوق الجبين شايف بهور جهد وعرق".
لم تسقط "العفريتة" أو بذلة العمال الزرقاء من كلمات الأغانى وغنى لها عبد الحليم حافظ أغنية كاملة :" بدلتى الزرقا لايقة على جسمى فى جمال لونها مركزى واسمى." وعبر العندليب عن كفاح العمال فى غنوه أخرى، ولم يستبعدهم من الكادر فى أغنيته الشهيرة "صورة" التى كتب كلماتها صلاح جاهين:" وبعيد عن العين لكن فى الصورة أوضح ناس، ناس تحت حر الجبال والقلب كله حماس بتفجر الرمل أنهار من دهب أسود وناس بتكسيه بخضرة وكل لون له ناس" وفى أغنيته "حكاية شعب وطنى” التى تروى قصة بناء السد العالى كان العمال هم أبطال هذه الحكاية فكما غنا حليم " الحكاية مش حكاية السد.. حكاية الكفاح اللى ورا السد".
من الأغانى الحديثة القليلة التى خاطبت العمال "طلع الصباح" لفرقة "كايروكى”:"يا ولاد بلدنا من جنوبها لشرقها.. يا مشمرين عن السواعد كلها.. النور حضن بلادنا وضمّها.. والشمس هلّت بالأمل ع الشقيانين.. يسعد صباحكم كلكم يا شغالين".
التغنى بنضال عمال مصر وشرفهم من سيد درويش والعندليب لـ"كاريوكى"
الخميس، 01 مايو 2014 02:55 م
عمال مصر المناضلون - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة