إنه ذلك البلد التوأم الذى تبدو مواقفه محيِّرة ولا تتمشى مع العلاقة الأزلية بين «القاهرة» و«الخرطوم» مع تسليمنا بوجود رواسب تاريخية صنعها الاستعمار البريطانى الذى اعتمد على سياسة «فرق تسد» بين شطرى وادى النيل، ولكن قيام ما يسمى بثورة الإنقاذ عام 1989 بقيادة «عمر البشير» ودعم الدكتور «حسن الترابى» جعل الأمور تجرى فى اتجاه لا يتماشى مع طبيعة العلاقات الوثيقة والاندماج الشديد بين الشعبين المصرى والسودانى، فاتخذت «الخرطوم» مواقف متقاطعة مع السياسة المصرية فى العقود الأخيرة وظنت أن الاختلاف مع «مصر» هو إثبات للذات وبرهان على الندية فى علاقات «السودان» بالدولة المصرية، ولكن الخطيئة الكبرى كانت فى خلط الدين بالسياسة وتشجيع انفصال الجنوب وتقسيم أكبر دول «أفريقيا» مساحةً إلى دولتين ثمنًا للهروب من «المحكمة الجنائية الدولية»! وبالمناسبة فقد كنت شخصيًا داعمًا للرئيس «البشير» فى مواجهة محاولة توقيفه «بالمحكمة الجنائية الدولية».
ولكن الصدمة الحقيقية كانت فى الموقف السلبى المتردد من جانب السودان فى دعم وجهة النظر المصرية تجاه «سد النهضة الإثيوبى» ومحاولة اللعب على كل الحبال بموقف مائع غير محدد لا يضع فى اعتباره المخاطر الكبرى التى سوف تتعرض لها «مصر» من هذا السد وتداعياته، بل حاول الأشقاء «السودانيون» التماشى مع الرأى «الإثيوبى» فى أنه لا خطر على «مصر» أو «السودان» من بناء ذلك السد، كما كانت زيارة المشير «البشير» «لإثيوبيا» وجهًا لعملة واحدة مع زيارة الشيخ «تميم بن حمد» حاكم «قطر» للسودان حاملاً هدية عربية كبيرة لذلك الشعب الشقيق.. والباقى معروف ومتوقع!
د. مصطفى الفقى يكتب: السودان الشقيق.. مواقف الخرطوم فى كثير من الأحيان تبدو محيرة ولا تتسق مع العلاقة التى تربطها بالشقيقة الكبرى.. وزيارة البشير لإثيوبيا جاءت دعما لتشددها فى أزمة سد النهضة
الأربعاء، 09 أبريل 2014 08:02 ص