"اللى ملوش كبير يشتريله كبير".. هكذا يقول المثل وهكذا اختاره أهالى منطقة باب الشعرية أن يكون لهم كبيرا يلجأون إليه وقت الحاجة ومن هنا ظهر لقب "شيخ السوق" كما يروى المعلم حموكشة "الدور ده كان أبويا وجدى بيقوموا به ولما ربنا افتكرتهم استلمت الراية من بعدهم، وكله بالأصول يعنى اللى له حق بنرجعه له، وبنحل مشاكلنا من غير ما ندخل الحكومة ما بينا، ولو فيه اتنين متخاصمين بنعمل قعدة عرفية ونصلح الموضوع".
صوان كبير فى قلب ميدان باب الشعرية، يحضر إليه كبار رجال ومعلمين المنطقة.. هكذا تجرى جلساتهم العرفية التى يحتكمون فيها لقواعد متعارف عليه ارتضوا بحكمها، ويشرح المعلم "حموكشة" أهمية هذا الصوان: "لما بيكون فيه خناقة كبيرة بين عائلتين بندخل أنا وعقلاء المنطقة عشان نلم الموضوع ونوقف نزيف الدم اللى مبيشوفش مين قدامه، وبعد ما النفوس بتهدا والناس بتوافق على الصلح، لازم نعمل جلسة عرفية فى قلب المنطقة عشان نرد الاعتبار لأصحاب الحق وبتكون زى اعتذار لهم من الطرف اللى اتجنى عليهم قدام الناس كلها وبعد ما الجلسة بتتعمل وبيحضرها كبار المنطقة محدش بيقدر يخالف الاتفاق اللى جرى أو يفتح بقه بعد كده".
تحضر الشرطة بعض هذه الجلسات لتأمينها خاصة فى المشاحنات الكبرى، لكن الأحكام التى تسن فى مثل هذه الجلسات تكون أقوى من القانون: "القعدة العرفية أشد من القانون لأن القاضى ممكن يقول حكم بس ده مش بيوقف نزيف الدم والأهم أن الناس العاقلة تتدخل وتصلح بين النفوس عشان الموضوع ينتهى وحنفية الدم تتقفل".
يعتبر المعلم "حموكشة" اللقب الذى توارثه عن أبيه وجده تركة ثقيلة تتطلب منه مسئولية كبيرة لكنه يفخر بأنه كان دائما على قدر المسئولية.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)