العثور على حفرية لكائن بحرى به أقدم جهاز دورى معروف

الإثنين، 07 أبريل 2014 10:44 م
العثور على حفرية لكائن بحرى به أقدم جهاز دورى معروف الحفرية المعثور عليها
واشنطن (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال علماء اليوم، الاثنين، إنهم عثروا على حفرية لكائن يشبه الروبيان "الجمبرى" عاش قبل 520 مليون عام وله قلب وأوعية دموية محفوظة فى حالة فريدة تمثل أقدم جهاز دورى معروف حتى الآن.

وأطلق على هذا الكائن- وهو من مفصليات الأرجل البدائية- الاسم العلمى (فوشيانهويا بروتنسا)، ومفصليات الأرجل إحدى شعب الفقاريات وهى ذات هيكل عظمى خارجى منها القشريات كسرطان البحر (السلطعون)، وجراد البحر (الإستاكوزا) والجمبرى إلى جانب رتب الحشرات والعناكب وعديدات الأرجل.

ويشير اسم الجنس (فوشيانهويا) إلى بحيرة فى المنطقة التى اكتشفت فيها الحفرية، أما اسم النوع (بروتنسا) فيشير إلى استطالة منطقة الجذع بجسم الكائن، ويرجع تاريخ هذه الحفرية الفريدة- التى عثر عليها فى إقليم يونان فى جنوب غرب الصين- إلى عصر (الانفجار الكمبرى) الذى يمثل منعطفا رئيسيا فى تاريخ الحياة على وجه الأرض حين ظهرت فجأة إلى الوجود أعداد هائلة من أنواع الحيوانات قبل أكثر من نصف مليار عام.

وقال "شياويا ما" عالم الأحياء القديمة بمتحف التاريخ الطبيعى فى لندن وهو أحد الباحثين المشاركين فى الدراسة التى نشرتها دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) "إنها حالة استثنائية وفريدة للغاية التى يمكن أن يحفظ خلالها هذا الجهاز الدورى الرقيق داخل أحد أقدم الحفريات ذات التفاصيل المتناهية الدقة".

وعادة ما تتحلل أعضاء الجسم الرقيقة لجسم الحيوان عقب النفوق ما يعنى ان الحفريات لا تحتوى إلا على المكونات الصلبة كالعظام والأسنان والأصداف إلا أن ما قال إنه "فى ظل ظروف استثنائية للغاية يمكن أن تحفظ الأنسجة الرقيقة والأجهزة والأعضاء التشريحية فى الحفريات".
وفى حالة كائن (فوشيانهويا بروتنسا) احتفظت الحفرية بقلب أنبوبى فى وسط الجسم ترتبط به مجموعة كبيرة من الأوعية الدموية ذات التفاصيل الدقيقة التى تتصل بعيون الكائن وقرون استشعاره ومخه وأقدامه.

ويتكون الجهاز الدورى من القلب والأوعية الدموية وهو جهاز مهم يسمح بتوزيع الدم إلى كل أنسجة الجسم بما يحمله من أكسجين ومواد غذائية، ولمعظم الحيوانات جهاز دورى إلا أن هناك كائنات ليس لها تجويف بطنى حقيقى مثل قنديل البحر والديدان المفلطحة، وبالتالى لا يوجد لديها هذا الجهاز.

وقال الباحثون إن هذه الحفرية تسلط مزيدا من الضوء على تطور أجهزة جسم الحيوان، وتوضح أنه حتى بعض أقدم الكائنات تشبه أقاربها الموجودة حاليا. وقال نيكولاس شتراوسفيلد عالم الأعصاب بجامعة أريزونا الذى شارك فى الدراسة "إنها توضح أنه حتى قبل 520 مليون عام فإن هذا الجهاز نشأ وتطور وبه قدر لا بأس به من التعقيد، لاسيما ما يتعلق بكثرة الأوعية الدموية فى الرأس، ويوحى ذلك بأن مخ هذه الأنواع يتطلب كمّا كبيرا من الأكسجين لأداء الوظائف.

ويقول الباحثون إن طول كائن (فوشيانهويا بروتنسا) يبلغ 11 سنتيمترا ويغطى الجسم هيكل عظمى خارجى وله أزواج عديدة من الأرجل وله "غلاف للرأس" يماثل ما نشاهده فى الروبيان، وله زوج من قرون الاستشعار وعيون قادرة على الحركة يمكنها الدوران لتمكينه من الرؤية فى مختلف الاتجاهات.

وأضافوا أن كائن (فوشيانهويا بروتنسا) كان يزدهر فى المسطحات المائية الضحلة، وربما كان بوسعه السباحة والمشى إلا أنه لم يتضح إن كان من الكائنات المفترسة أو الرمية.

وارتبط الكثير من التحورات التى طرأت على تشريح جسم الحيوان بالعصر الكمبرى إلا أنه لم يتضح على وجه الدقة متى ظهرت لأول مرة أعضاء رئيسية مثل القلب والمخ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة