
الإذاعة العامة الإسرائيلية : اتهامات متبادلة بين وزراء حكومة تل أبيب حول فشل المفاوضات
قبل أيام، أو ربما ساعات، من إعلان فشل المفاوضات على الجانبين "الإسرائيلى والفلسطينى"، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب التعنت الإسرائيلى، فيما يخص بالحقوق والثوابت الفلسطينية المطالبة بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود معروفة وعاصمتها القدس الشريف، تبادل أعضاء الحكومة الإسرائيلية الاتهامات بشأن ما وصلت إليه الأمور إلى نفق مسدود.
اتهمت وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبى ليفنى، المشاركة بحزبها فى الائتلاف الحاكم بالحكومة الإسرائيلية، وزير الإسكان أورى آريئيل من حزب "البيت اليهودى"، بأنه عمل بصورة متعمدة على عرقلة المفاوضات السياسية، وذلك من خلال نشر عطاءات للبناء فى المستوطنات خلال المفاوضات.
فيما رد آريئيل على اتهامات ليفنى قائلا، "إن الوزيرة ليفنى تبحث عن ذرائع لتبرير فشلها فى المفاوضات مع الفلسطينيين".
وهاجمت ليفنى، خلال مقابلة مع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى، مساء أمس السبت، الطلب الفلسطينى للانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، زاعمة بأنه يشكل خرقاً سافراً للقواعد المتفق عليها، وأنه يجب تصحيح ذلك.
فيما زعم وزير المالية الإسرائيلى، نفتالى بينت، من حزب "البيت اليهودى"، أن نسف المفاوضات مع الفلسطينيين يعود إلى رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وعقب "بينت" على الاتهامات التى وجهتها ليفنى إلى حزبه، خاصة إلى آريئيل، قائلاً، إنه لا يريد إصدار الحكم على ليفنى وقت الضيق، مضيفاً أنه يأسف لإقدامها على توجيه الاتهامات إلى إسرائيل بدلاً من الفلسطينيين.
وقال الوزير الإسرائيلى خلال مقابلة إذاعية مع الإذاعة العبرية، إنه لا يجوز تقديم التنازلات للفلسطينيين، بهدف إقناعهم بعدم التوجه إلى الأمم المتحدة، مضيفاً أنه على استعداد لأن يشترى لـ"أبو مازن" تذكرة سفر إلى نيويورك، ولن يقدم ضده دعوى حول قتل إسرائيليين.
من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن السلطة الفلسطينية انتهت من مسألة الانضمام إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية من دون رجعة، لكنها ستعلق الانضمام إلى 48 معاهدة أخرى إذا تراجعت إسرائيل عن قرارها، وأفرجت عن الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين.
ورفض المسئول الفلسطينى الاتهامات الإسرائيلية قائلاً، "إن الفلسطينيين لم يخرقوا أى اتفاق، وهم ملتزمون بحل الدولتين".
فيما اعتبر الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن المسئول عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود هى الحكومة الإسرائيلية، التى واصلت الاستيطان ولم تنفذ الاتفاق الخاص بإطلاق سراح السجناء.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، إن أبو ردينة شدد على أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، كان وما زال ملتزماً بمفاوضات حقيقية وجادة تؤدى إلى سلام عادل وشامل ينهى الاحتلال ويؤدى إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.

يديعوت أحرونوت : نتانياهو يتوعد بالرد بالمثل على أى خطوة دولية للسلطة الفلسطينية
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، السلطة الفلسطينية، خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية صباح اليوم الأحد، بأنه إذا اتخذ الفلسطينيون خطوات أحادية الجانب فسترد إسرائيل على ذلك بالمثل، زاعماً أن إسرائيل معنية باستمرار المفاوضات، ولكن ليس بأى ثمن.
وادعى نتانياهو أن إسرائيل أثبتت خلال فترة المفاوضات استعدادها للمضى قدماً، والقيام بخطوات صعبة من ناحيتها، ولكنه فى اللحظة التى كان الجانبان قريبين من التوصل إلى اتفاق حول استمرار المفاوضات، سارع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى الإعلان أنه غير مستعد حتى لمناقشة فكرة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن نتانياهو أوضح أن القيادة الفلسطينية سارعت أيضاً إلى تقديم طلب أحادى الجانب للانضمام إلى ا14 معاهدة دولية خارقة بذلك بشكل سافر التفاهمات التى تم التوصل إليها، على حد تعبيره.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلى على أن التهديدات الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة لن تؤثر على إسرائيل، مضيفاً أن الفلسطينيين سيحققون هدف إقامة دولتهم من خلال المفاوضات فقط، وليس بالتصريحات أو بإجراءات أحادية، على حد قوله.

معاريف: اجتماع ثلاثى بين عريقات وليفنى وأنديك لإنقاذ مفاوضات السلام
ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه من المقرر أن يعقد فى مدينة القدس المحتلة اليوم اجتماع آخر بين رئيسى وفدى التفاوض الإسرائيلى والفلسطينى، تسيبى ليفنى وصائب عريقات، بحضور المبعوث الأمريكى مارتين أنديك، فى محاولة أخرى لإنقاذ عملية السلام ومنع انهيار المفاوضات.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذا الاجتماع سيكون الثانى من نوعه بين الطرفين، منذ دخول المفاوضات فى مأزقها الحالى، بعد الاجتماع الذى عقد بينهما مساء الأربعاء الماضى، وشهد تبادلا للاتهامات بين ليفنى وعريقات.
وكان أنديك قد التقى أول أمس الجمعة، بشكل منفصل، كلاً من عريقات وليفنى فى مسعى لجسر الفجوات بين مواقف الجانبين، وذلك فى الوقت الذى تتحدث فيه التقارير الواردة من واشنطن عن احتمال تقليص المشاركة الأمريكية فى عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.