أكد كون كوفلين، الكاتب البريطانى البارز والخبير المعروف عالميا فى القضايا الأمنية والإرهاب، أن قرار الحكومة البريطانية بإجراء تحقيق واسع فى أنشطة جماعة الإخوان المسلمين واحتمال حظر التنظيم، إشارة مرحب بها على أن الحكومة انتبهت أخيرا إلى التهديد المتزايد الذى يشكله المتشددون الإسلاميون على الأمن القومى.
وأشار كوفلين فى مقاله بصحيفة الديلى تليجراف، إلى أنه عند بدء ثورات الربيع العربى قبل ثلاث سنوات، أظهرت الحكومة البريطانية نزعة مثيرة للقلق، حيث دعمت الاحتجاجات ضد أنظمة الحكم العربية دون إعطاء أى تفكير جدى للعواقب المحتملة، مشيرا إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بى.بى.سى" وغيرها من أصحاب الفكر اليسارى ممن سارعوا للتضخيم من الاحتفاء بمباهج الديمقراطية على النمط الغربى فى العالم العربى، بينما الواقع هو أن هذه الظاهرة هى معركة من أجل التفوق السياسى بين النخب السياسية المتنافسة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، دعم بقوة الإطاحة بالرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك، ثم العقيد الليبى معمر القذافى، مؤيدا حملة عسكرية دولية فى ليبيا، لكن ما ترتب على هذا الموقف غير المدروس هو سقوط اثنين من دول شمال إفريقيا الأكثر استقرارا، فى الفوضى والعنف، مع عواقب وخيمة على بريطانيا، موضحا أنه بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بالقذافى لا تزال ليبيا فى خضم فوضى، وأجبرت شركات بريطانية كبرى مثل "بى.بى"، التى كانت تتمتع بعقود تجارية مربحة مع طرابلس، لسحب موظفيها لأسباب أمنية. ولم يكن الوضع أفضل كثيرا فى مصر، ففضلا عن سيطرة الجماعات الإرهابية على سيناء، سعى متشددون إسلاميون للسيطرة على الحكم تحت ستار ما يسمى الإخوان المسلمين المعتدلين.
ويمضى الكاتب البريطانى بالقول إن لحسن الحظ، تمت استعادة بعض النظام بعد أن أدركت السلطات العسكرية أن هذا البلد العريق على وشك الانزلاق إلى طريق لا رجعة منه بالعودة إلى العصور الوسطى، حيث قرر الجيش المصرى التدخل لإخراج الإسلاميين من السلطة.
ويقول إن على ما يبدو الآن، أن الحكومة البريطانية أدركت خطأها وتستعد لقبول تعديل هذا الخطأ من خلال الاعتراف بأن جماعة الإخوان المسلمين بعيدا كليا عن ما تزعمه من ديمقراطية أو إصلاحات، وأنها بدلا من ذلك ترغب فى إقامة حكومة على أساس سيادة الشريعة وعلى استعداد للجوء إلى أى وسيلة ممكنة، بما فى ذلك استخدام العنف والإرهاب، لتحقيق أهدافها.
ويخلص بالقول أن التهديد الذى تشكله هذه الجماعات الإرهابية بات واضحا للحكومة البريطانية، فأخيرا طلبت كاميرون من وكالات الاستخبارات تقييم احتمال أن تكون جماعة الإخوان المسلمين تخطط لشن أنشطة متطرفة فى بريطانيا من مقرها فى كريكلوود، مشيرا إلى تورطها فى قتل ثلاثة سياح فى تفجير حافلة فى طابا فبراير الماضى.
خبير أمنى بريطانى يرحب بقرار بلاده التحقيق فى أنشطة الإخوان بلندن.. ويؤكد: حكومة كاميرون تنتبه أخيرا للتهديد الذى يشكله الإسلاميون.. تدخل جيش مصر للإطاحة بالإخوان من الحكم من حسن حظ هذا البلد العريق
السبت، 05 أبريل 2014 12:21 م