التجسس أحد الأنواع والسبل الملتوية فى الحروب الحديثة والقديمة إضافة إلى أنه يمثل تربصا "وخطرا داهما" لكل طرف من أطراف الحرب، ومع التقدم العلمى ودخول الحاسب إلى كل المجالات تطورت طرق التجسس والتشفير لتخترق عالم الحاسب الآلى حتى وصلنا إلى علم الكتابة المخفية فى ملفات الحاسب الآلى.
يتحدث إلينا فى هذا الصدد السيد الخبير إسلام غانم، وهو حاصل على الماجستير فى إحدى الجامعات الهندية فى علوم وتقنيه سرية المعلومات، ويقول إسلام: أن المفهوم التقليدى للرسالة المخفية هو أن تكون مكتوبة بحبر خفى بين السطور المرئية لرسالة خاصة، إلا أننا عن طريق علم الستيغانوغرافى. فإن الرسائل ستظهر على أنها شىء مغاير لشكلها الأصلى كصور أو مقالات أو قوائم بيع أو أشياء أخرى، "نص غطاء"cover text".، ويعتبر أصل هذه التسمية إغريقية، وهى كلمه ستيغانوغرافى وتعنى الكتابة المخفية. أما التعريف البسيط لها هو علم إخفاء صورة أو مستند بداخل صورة أخرى، أما بالنسبة للتعريف الفنى والأكثر تفصيلا هو فن وعلم كتابة رسائل مخفية بطريقة لا يمكن لأحد، عدا المرسل والمستلم المعنى، الشك بوجود الرسالة، وهو نوع من السرية من خلال الغموض، أول تسجيل لاستخدام هذا المصطلح كان سنة 1499 من قبل يوهانس تريثيموس، فى مقالته "steganographia" عن التشفير والكتابة المخفية على صورة كتاب تعاويذ سحرية.
وعموماً، فإن ميزة الستيغانوغرافى على التشفير المجرد، هو أن الرسالة بحد ذاتها لا تجذب الاهتمام. بل من الصعب اكتشاف أى بيانات داخل أى صورة معدة بهذه الطريقة خصوصا وأن مساحة الصورة الموضوع بداخلها مستند هو نفس مساحة الصورة الأصلية، ولعل ما يؤكد كلامى ما قام به بن لادن من إرسال صورة الطائرة التى ستقوم بالدخول داخل مبنى التجارة العالمى، وأيضا الممر التى ستقلع منه وكل ما يتعلق بصور تلك العملية إلى منفذى العملية عن طريق هذه التقنية مما مرر تلك الصور دون أن تسقط فى أيدى أجهزة المخابرات الأمريكية.
إن تلك الرسائل المشفرة بوضوح، بغض النظر عن قابلية فكها تبدو مريبة؛ وربما يُدان كاتبها فى البلدان التى تمنع التشفير وفى الوقت الذى يحمى التشفير محتوى الرسالة، يمكن للستيغانوغرافى أن يحمى الرسالة وأطراف التراسل معاً.
يشمل الستيغانوغرافى إخفاء المعلومات فى ملفات الحاسوب، حيث يمكن أن يتضمن الاتصال الإلكترونى ترميزا مخفيا فى مستوى الوسط الناقل، مثل ملف مستند، ملف صورة، بروتوكول. ملفات الوسائط المتعددة هى أوساط مثالية للإرسالات المخفية أى من الممكن وأنت تقرأ هذا المقال وتستمع إلى أى نوع من الموسيقى أن يكون ذلك الملف معه بيانات معينة بطريقة معينة لا تؤثر على جودته ولا يمكن لمستمع الأغنية أن يشك بوجود أى شىء غير طبيعى، كمثال آخر أيضا بسيط، يمكن لمرسل أن يستخدم صورة غير ملفتة، ويعدل فى لون نقطة داخل الصورة وتسمى (pixel) لكل مئة من النقاط، ليقابل حرفا أبجديا، سيكون التغيير طفيفا وغير محسوس ومن المستحيل اكتشافه بالعين المجردة. ويمكن استخدام هذه التقنية فى أمور عديدة منها.. إخفاء الرسائل بتضمينها فى الأقل أهمية للصور المشوشة أو ملفات الصوت.. الإخفاء بتعديل فى ملف صورة.. الإخفاء الآمن فى الإشارات الصوتية.. الإخفاء بتعديل الصدى فى ملف الصوت.. تضمين البيانات فى أقسام مهملة من ملف، مثل بعد نهاية سطر مرئى.. جعل النص بنفس لون الخلفية فى وثائق معالج الكلمات، ورسائل البريد الإلكترونى، والمشاركات فى المنتدى.
الجدير بالذكر أن شركات إنتاج الطابعات العالمية مثل HP وشركات الأخرى بدأت فى التكيف مع هذا العلم المتطور بطريقة غير طبيعية حيث إن معظم الطابعات الحديثة تقوم بإنتاج ووضع نقطه لا ترى إلا بالميكرسكوب تلك النقطة تحمل معلومات عن رقم الطابعة التى قامت بطبع تلك الورقة، ومزيد من المعلومات الخاصة بعملية الطبع كالوقت والتاريخ لعملية الطبع.
وأخيرا أحب أن أنوه على أن علم التشفير يختلف كليا عن موضوع اليوم حيث إن التشفير يغير محتوى الرسالة، بحيث لو اكتشفت لن يستطيع أحد تفسيرها ومعرفة فحواها ولكن إخفاء المعلومات هو فقط محاولة إخفاء وجود المعلومات ولكن لو اكتشفت سيتم الكشف عن المحتوى المعلومات. فى بعض الأحيان الرسالة المشفرة تثير الريبة فى حين أن الرسالة المخفية لا يشتبه فيها من الأصل. بل من الصعب جدا بل يكون من المستحيل اكتشافها.
أسرار الكتابة المخفية فى ملفات وصور الحاسب الآلى
الخميس، 03 أبريل 2014 01:40 ص
الخبير اسلام غانم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
.
رائع