"فكهانى وخضراوات جاردن ستى" لافتة على وجه محل خالٍ من أى خضار أو فاكهة حقيقة، بينما احتوت أرفف واجهته على أنواع مختلفة من الفواكه المعلبة التى لا تشترك مع لافتة محل الحاج "محمد برعى" إلا فى كونها فاكهة، دون النظر إلى ما كانت فاكهة حقيقة أو عصائر معلبة.
فداخل المحل الصغير انتشرت على أرففه الخشبية ألوان مختلفة من عصائر المانجو والفراولة والجوافة وبعض المشروبات الغازية والمياه، تظهر من بعيد على شكل صناديق فاكهة، لكن من يقترب منها يكتشف حقيقة الخدعة التى لم يلجأ إليها الحاج "محمد" إلا بعد كساد سوق "الفاكهة".
يتحدث الرجل الستينى عن سبب هذه الخدعة، فيقول المحل افتتحه والدى عام 1948، كمحل خضروات وفاكهة، واستمر هكذا حتى عهد الرئيس الراحل "أنور السادات"، وبعد أن ورث الحاج "محمد" المحل عن والده، وشعر بكساد حال تجارة الفاكهة وإقبال الزبائن على العصائر المعلبة، قرر مسايرة الواقع وعرض بعض أنواع العصائر المعلبة، الأمر الذى لاقى إقبالا من الزبائن، إلى أن وصل الأمر فى النهاية إلى الاستغناء عن الفاكهة والإبقاء على العصائر.
وعلى الرغم من غرابة المنظر إلا أن الحاج محمد يقول: هذه الغرابة هى ما ساعدت على ازدهار البيع، خاصة وأن شكل اليافطة التى تعبر عن "الفكهانى" مع السلع التى لا تمت إلى الفاكهة بصلة جعل الأمر لافت لانتباه المارة، لدرجة قيام العديد من السياح الأجانب الذين يمرون أمام المحل بالتقاط بعض الصور له، حيث يقول: "شكل "رصة" المحل عامل ديكور ومنظر جمالى، لأن علب العصير شكلها حلو ولما بتترص بتعمل ديكور، لدرجة الأجانب لما بتعدى بتصور المحل".
