الإعلام الصينى يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة والفاشلة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014 11:23 ص
الإعلام الصينى يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة والفاشلة الرئيس الامريكى أوباما
بكين (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصفت وسائل الإعلام الصينية الرسمية الزيارة الأسيوية الأخيرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنها كانت محرجة وفاشلة إلى حد ما، حيث سعى من خلالها لتجنب إثارة غضب الصين الشديد، بينما انشغل فى تعزيز طمأنة اليابان والفلبين اللتين شهدتا علاقات متزايدة التدهور والتوتر مع الصين جراء نزاعات الدول الثلاث حول الأراضى والسيادة.

وقالت وسائل الإعلام الصينية، الصادرة اليوم الثلاثاء، إن نشاط أوباما الذى كان هدفه مواجهة الصين أثناء زيارته لليابان التى شكلت محطته الأولى فى جولته، وهناك أكد فى بيان أمريكى - يابانى مشترك أن جزر دياويو المتنازع عليها بين اليابان والصين، واقعة ضمن معاهدة التعاون والأمن الأمريكية - اليابانية المشتركة، يعد أمر أثار احتجاجا كبيرا من قبل الصين.

وأضافت أنه فى المقابل، كان من اللافت تغير الخطاب السياسى الأمريكى، بعد التصريحات النارية التى أطلقها أوباما فى اليابان، حيث جنح الرئيس الأمريكى خلال زيارته للفلبين، التى تعد المحطة الأخيرة لجولته الآسيوية، نحو الحذر، بعد أن استشعر نتيجة تصريحاته السابقة المتسرعة، فأدلى بتصريحات ودية تجاه الصين خيبت آمال الفلبين، إذ أعرب عن ترحيبه بنهوض الصين السلمى، ونوه بأهمية العلاقات البناءة بين أمريكا والصين، مؤكدا على عدم اتخاذ الولايات المتحدة أى موقف ينحاز إلى أى طرف فى النزاع الصينى - الفلبينى فى بحر الجنوب الصينى.

وأشارت إلى أن تصريحات أوباما خلال زيارته كانت متذبذبة ووضعته فى موقف محرج أدهش العالم، بعد أن غير تماما موقفه إزاء الصين الذى كان قويا جدا، وأن تغير موقف أوباما من الصين بين ليلة وضحاها، يجسد تنامى الثقل الصينى ومكانتها المحورية فى تنفيذ أمريكا لما يسمى بسياسة إعادة التوازن المزعومة فى منطقة آسيا - الباسيفيك، والتى تنوى واشنطن من خلالها زيادة التأثير الأمريكى سياسيا واقتصاديا وعسكريا فى المنطقة.

وأوضحت وسائل الاعلام الصينية أن تصريحات أوباما غير العقلانية فى اليابان، أثارت استياء شديدا وانتقادا كبيرا من الصين التى لن تسمح بالإضرار بمصلحتها من قبل أى طرف مهما بلغت قوته، الأمر الذى استشعره أوباما وفهمه جيدا خلال زيارته للفلبين، حيث اضطر إلى إصدار إشارة ودية تجاه الصين، ما سبب إحراجا كبيرا للإدارة الأمريكية من جهة، ومن جهة أخرى أكد عدم إدراك وفهم الولايات المتحدة لطبيعة المنطقة وحساسيتها تجاه أى محاولة لفرض وضع دولى جديد.

وقالت إنه يوما بعد آخر، باتت الولايات المتحدة تدرك أكثر فأكثر أن نفوذ وتأثير الصين فى المنطقة والعالم أصبح كبيرا فى ميادين السياسة والاقتصاد، وأن دخولها فى مواجهة مع الصين لن يعود عليها بأى منفعة، ولذلك، كان أوباما حريصاً جداً وراقب عن كثب ردود فعل الصين فى زيارته الهادفة إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة فى آسيا، تحسبا لإثارة غضب شديد من الصين.

وأوضحت أنه فى محاولة لمهادنة الصين، بعد تصريحاته غير العقلانية، أصدر أوباما تصريحات إلى وسائل الإعلام اليابانية والفلبينية مفادها بأن الولايات المتحدة تعمل على حماية المصالح اليابانية والفلبينية، شرط ألا تؤدى للحرب مع الصين، ما صدم كلا من اليابان والفلبين وكان بمثابة صب الماء البارد على وجهيهما، بعدما أصدرتاه من تهديدات صارخة تجاه الصين.

من جهة أخرى، فسرت وسائل الإعلام الصينية وصفها لزيارة أوباما الآسيوية بـ"الفاشلة" كونه أخفق فى التوصل إلى اتفاقية الشراكة عبر الأطلنطى مع اليابان، ولاسيما بعدما أشاد بالذوق اللذيذ للـ "سوشي" اليابانى، وفى المقابل أيضاً، لم يفلح أوباما كثيرا فى الفلبين، إذ تعرض لاحتجاجات محلية كبيرة على الرغم من توقيع اتفاقية تعاون دفاعى جديد بين البلدين.

وقالت إنه مرة أخرى، وربما لن تكون الأخيرة، لا تبدو الإدارة الأمريكية مدركة بشكل فعلى لنتائج سياستها "المتذاكية" فى آسيا، فما تواجهه من مصاعب كبيرة لتحقيق التوازن بين شريكها الاقتصادى الصين وحليفيها السياسيين اليابان والفلبين، يفسر تماما جهلها لطبيعة وحساسية العلاقات فى المنطقة ويؤكد مجددا أنها تسير فى الطريق الخطأ، لأن استغلالها لنزاعات اليابان والفلبين مع الصين بشأن السيادة والأراضى، لن يعود عليها بالخير من جهة، ولن يحقق المصلحة الأمريكية الخاصة من جهة أخرى.

ودعت وسائل الإعلام الصينية واشنطن أن تسلم بأنها لم تعد القوة العظمى فى العالم الذى يعيش على تعدد الأقطاب والتكامل، ما يفرض عليها إذا ما رغبت فى المحافظة على ماء وجهها على الساحة الدولية أن تحترم مصلحة الصين الجوهرية بما فيها ضمان السيادة، وإذا ما كانت صادقة فى سعيها لبناء نوع جديد من العلاقات بين البلدين.

كما طالبت واشنطن أيضاً أن تتوقف عن فرض سياسة التضييق والحصار على الصين، لأن الصين وببساطة لن تتراجع أو تساوم أبداً على ضمان أمنها ومصالحها أمام المواجهة الأمريكية، وفى المقابل، على كل من اليابان والفلبين، إعادة تقييم علاقاتهما مع الصين بشكل جدى ومنطقى، فالحليف الأمريكى لن يجرؤ على حمايتهما على حساب مصالحه الهائلة التى سيحصل عليها إذا ما عمل بصدق على تنمية علاقات جيدة مع الصين.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة